سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"النصرة" ل"حزب الله": سحب القوات من القلمون مقابل إطلاق سراح الأسرى حملت الجنرال عون مسؤولية عدم الإفراج عن الجنود المسيحيين السنيورة: التطرف والإرهاب لا يكافحان بالطائفية البغيضة بل بالدولة
فيما أفرجت جبهة النصرة أمس عن أربعة عسكريين لبنانيين وعنصر من قوى الأمن الداخلي، كانوا قد أسروا خلال المعارك التي وقعت في بلدة عرسال شمال شرق لبنان في الآونة الأخيرة، كشفت الجبهة في القلمون في بيان لها أمس، أنها ستبدأ "خلال أيام" حملتها العسكرية لتحرير قرى منطقة القلمون السورية الحدودية، محذرة من أن أي مشاركة ل"حزب الله" في القتال ضد الجبهة سيضطرها لقتل الأسرى العسكريين اللبنانيين الشيعة لديها. وبعثت الجبهة، في بيان برسائل إلى كل من الشيعة والسنة والمسيحيين في لبنان، فخاطبت أبناء الطائفة الشيعية، قائلة: "إنا نعلمكم أن حملتنا العسكرية من أجل تحرير قرى القلمون ستبدأ الأيام المقبلة، وإن أي وجود لأبنائكم في صفوف عدونا فمعنى ذلك أنكم قضيتم حتف أبنائكم الذين بين أيدينا، وقد أعذر من أنذر". وتوجهت الجبهة إلى "حزب الله" بالقول: "غدا ستكشف الحقيقة المرة ويفضحكم أتباعكم الذين ذهبتم بفلذات أكبادهم إلى معركة خاسرة". وتطرق البيان إلى عملية إطلاق الأسرى العسكريين السنّة لدى جبهة "النصرة"، الذين تسلمتهم الأجهزة الأمنية أمس، موضحا: "قمنا بإطلاق سراح أبنائكم كعربون محبة لكم، فأنتم أهلنا وأنتم منا ونحن منكم". وخاطبت "النصرة"، في بيانها "نصارى لبنان"، محذرة من أنه جرى "دفعهم إلى الحرب دفعا"، محملة التيار الوطني الحر بزعامة الجنرال ميشيل عون مسؤولية عدم إطلاق الجبهة سراح الجنود اللبنانيين الأسرى من الطائفة المسيحية، وذلك من خلال تحالفه مع حزب الله. من ناحية ثانية، وفي حديث عن إشكالات التطرف والاستبداد في عالمنا العربي، ومشكلات لبنان الراهنة، أكد رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، في كلمة له أمس، خلال انعقاد الخلوة العاشرة ل"لقاء سيدة الجبل"، الذي عقد بأحد الفنادق في الأشرفية، على أن "الإرهاب بشتى أشكاله وأسمائه من بوتقة واحدة، ولا مفاضلة بين بعضه البعض، ولا فرق بين ما هو قادم بين أقلية وأكثرية"، مشيرا إلى أن "الإرهاب لا يكافح بالإرهاب أو القبول بالاستبداد، كما لا يكافح بالطائفية البغيضة، بل بالدولة وعدالتها التي ترفض الإقصاء والتهميش". ولفت إلى ضرورة البناء على أساس الثوابت الوطنية والعيش المشترك، بعيدا عن الذين يرفعون راية ولاية الفقيه في طهران، أو راية الخليفة في الرقة والموصل، مؤكدا أنه من خلال ذلك يمكن بناء وطن يتلاءم مع طموحات أبنائه. وقال: "نعم لاحترام الجيش اللبناني، والقانون في لبنان، ولا لأي سلاح خارج عن سلطة الدولة". وعدّ أن "الأولوية اليوم لانتخاب رئيس الجمهورية، ونحن لا نؤمن برئيس ينحاز إلى المحاور الإقليمية والدولية، ولا نؤمن برئيس للجمهورية يحمل لغة ثأرية". من جهته، قال عضو الأمانة العامة ل14 آذار النائب السابق سمير فرنجية "إنه من المعيب المطالبة بحماية المسحيين والاستمرار في الوقت ذاته بالسكوت عن مجازر متواصلة بحق المسلمين". وأضاف "أرى أن الوقت قد حان لوضع حد لهذا المسار الانحداري، الذي حوّلنا من جماعة لعبت دورا أساسيا في قيام الكيان اللبناني وبناء دولته، إلى أقلية يدفعها هاجس الخوف إلى البحث عن حماية لها من خارج الدولة، وعلى حسابها". وتابع: "نحن في هذا الشرق لسنا أقلية إنما جماعة، لها دور فاعل من خلال تواصلها وتفاعلها مع كلّ الجماعات في رسم مستقبل مشترك لها ولهم، يقوم على المبادئ التي تؤمّن للإنسان حريّته، وتحفظ كرامته، وتوفّر له العيش الكريم".