على وقع حرب البيانات الطائفية عاش اللبنانيون أمس، أجواء التوتر والخوف على المستقبل، لا سيما أن الارهاب بدأ يكشر عن أنيابه ويهدد العيش المشترك واستهداف المسيحيين، وأعلن لواء أحرار السنة بعلبك، عبر "تويتر" توكيل مجموعة من المجاهدين لتطهير ما أسموه "إمارة البقاع الإسلامية بشكل خاص ولبنان بشكل عام من الكنائس"، مشيراً إلى أن "هذه المجموعة ستعمل على استهداف "الصليبيين" في الإمارة ولبنان لإيقاف قرع أجراس الشرك". واتخذت إجراءات أمنية مشددة لمنع تنفيذ أي عمل أمني متوقع إثر صدور هذا البيان، وذلك رغم وصف مصدر أمني هذه التهديدات بأنها غير جدية، فيما رد حزب "القوات اللبنانية" بالقول "إن الكنائس والجوامع والخلوات وكل أماكن الصلاة في لبنان لم تكن يوماً ولن تكون لقمة سائغة في فم ذئاب الإجرام والفتنة، وأن كل اللبنانيين سيهبّون للدفاع عنها عند الحاجة، مطالبا في بيان الدولة وأجهزتها بالتحرك لفضح من يقف وراء هذه التغريدات التي تسبب الفتنة. وتداول ناشطون سياسيون على الإنترنت اسم حسين مرتضى المرتبط بأجهزة استخبارات بشار الأسد، وهو صاحب حساب ما يسمى لواء أحرار السنة في بعلبك على الإنترنت، كما نشر المكتب الإعلامي لجبهة النصرة في القلمون كلمة صوتية على موقع "يوتيوب" لأمير الجبهة في القلمون أبي مالك الشامي حملت عنوان "هذا بلاغ للناس"، وهو التسجيل الأول له، يشير فيه إلى أن "معركة جبهة النصرة مع حزب الله لم تعد مقتصرة على الحدود والجبال"، مضيفاً: "أننا استطعنا اختراق الأطواق الأمنية بكل المناطق في لبنان". ونقل عن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص قوله إن المعطيات الأمنية تفيد أن الخلايا الإرهابية النائمة هي أكثر مما كان متوقعا. فيما قال النائب السابق مصطفى علوش ل"الوطن"، إن بيان أحرار السنة في بعلبك وتوجيه رسائل ضد المسيحيين "مجرد محاولة لزيادة عامل الخوف والإرهاب وإثارة "البلبلة"، وربما عناصر مخابراتية تدخل في الموضوع على طريقة بشار الأسد، أي إرسال الإرهاب من أجل استغلاله لاحقاً". وأكد أنه "طالما أن "حزب الله" موجود في سورية وصولاً إلى العراق فهذا يفتح الأبواب أكثر نحو مزيد من التشرذم في لبنان وإمكانية الخروج ولو بشكل جزئي من جهنم الحالي هو خروج "حزب الله" في سورية والذهاب إلى تفاهمات سياسية أساسها إعلان بعبدا". من ناحية ثانية، كشف مصدر أمني مطلع عن أن الأجهزة الأمنية رفعت توصية عاجلة إلى الحكومة لإرغام حزب الله على الانسحاب من سورية والالتزام بإعلان "بعبدا" وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. وقال المصدر - الذي طلب عدم الكشف عن اسمه - في تصريحات ل"الوطن" أمس، "هناك توصية داخلية رفعت من قيادات أمنية لرئيس الحكومة تمام سلام لحث حزب الله على الانسحاب عاجلاً من سورية، في ظل وجود مستندات تؤكد أن الوضع قد يتطور ويصل مرحلة قد تهدد البلاد بأسرها إذا استمر هذا التدخل. وأضاف المصدر أن الأجهزة الأمنية أجهضت أمس مخططاً لعمل إرهابي جديد، حيث أبطلت مفعول قنبلة يدوية كانت موضوعة تحت جسر الخناق في طرابلس، مشيرا إلى أن الشرطة توالي نجاحاتها وتمضي بثبات في طريق فرض الخطة الأمنية . بدوره، أعرب رئيس الوزراء تمام سلام عن ارتياحه للتنسيق الحاصل بين كافة الأجهزة الأمنية، مشيدا بالإجراءات الأمنية التي يتخذها الجيش والأجهزة الأمنية والقضائية والجهود المبذولة من أجل حماية استقرار لبنان وإجهاض العمليات التي قد تؤدي لزعزعته أو إثارة الفتنة بين أبنائه، فيما أشارت مصادر بمجلس النواب إلى أن إخفاقات الانتخابات الرئاسية لم تمنع رئيس المجلس نبيه بري من تركيز جهده على دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية لتمكينها من الإمساك بالوضع الأمني والقيام بواجباتها.