يظهر على علم "داعش" عبارة "لا إله إلا الله"، وهذا يدل على التوحيد لمعبودهم، ولكن ماذا تعني: الله رسول محمد؟! هذا التصميم كما يزعم الداعشيون مستوحى من ختم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يختتم رسائله الشريفة عليه الصلاة والسلام بهذا الختم، تأدبا مع الله، وكي لا يعلو اسمه فوق اسم الخالق. فما شاء الله! كم تهتم "داعش" بأدق التفاصيل! فهي تختم أعمالها السوداء، سواد علمها، بختم الرسول وكأنهم يقولون كذلك كان محمد ونحن على خطاه سائرون، نذبح ونختم بختم النبي ليبارك ذبحنا!، نرهب الناس الأبرياء ونتقرب بذلك لوجهه تعالى ووجه رسوله!، نخالف الدين والإنسانية فقط لوجهه تعالى، فنحن على خطى الرسول، ونختم أعمالنا بختمه الشريف، نسبي ونبيع النساء الحرائر باسم الدين!. فهل يبيح الإسلام كل هذا؟ وأي نموذج تقدمه "داعش" للعالم؟ وهل سيستطيع المسلم أن يرفع رأسه مع كل ما يحدث؟ قد لا نستطيع أن نفهم التوجه الداعشي للإسلام، إلا أنه وكما يبدو توجه جديد تماما بل ودين جديد، إسلام غير إسلامنا الذي نعرفه. الفكر الداعشي الذي مايزال صامدا حتى يومنا هذا، ويستقطب الأفراد من جميع الفئات العمرية، ومن شتى أنحاء المعمورة، لا بد وأنه يرى ما نراه باطلا في ديننا حقا، وإن كان الأمر كذلك فديننا ليس بدينهم، وستكشف الأيام عن هذا الدين الجديد الذي يتخذ البشر قرابين لآلهة الدم.