رجحت مصادر مطلعة إمكانية استئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية غير المباشرة برعاية مصرية حول تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خلال الأيام القليلة المقبلة. ووجهت مصر الدعوة للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لوقف إطلاق النار لفترة غير محددة المدة واستئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة للتوصل إلى اتفاق حول القضايا المطروحة. وجاء في نص بيان صدر عن وزارة الخارجية المصرية أمس بهذا الشأن "في ضوء استمرار التصعيد المستمر للأعمال العسكرية في قطاع غزة وما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق من خسائر وتضحيات بشرية ومادية كبيرة، فإن مصر تدعو الأطراف المعنية بقبول وقف لإطلاق النار غير محدد المدة واستئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة للتوصل إلى اتفاق حول القضايا المطروحة وبما يحقن دماء الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني ويحقق مصالحه ويصون حقوقه المشروعة". ولم يصدر أي تعقيب إسرائيلي على هذه الدعوة في حين قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في القاهرة "الحديث تم مع حركة حماس بأن المبادرة المصرية هي المبادرة الوحيدة في الميدان، وأنه لا توجد جهة أخرى تستطيع القيام بهذا الواجب إلا مصر، وهم اقتنعوا بهذا بل أبلغونا أنه لا مانع لديهم". وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" بحثا أمس سبل استئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية لوقف نزيف الدم بغزة. وقال عباس، في مؤتمر صحفي عقب لقائه السيسي، إن "اللقاء استهدف استمرار التهدئة لوقف نزيف الدم الفلسطيني وإعادة الإعمار ودعوة الطرفين لاستئناف تلك المفاوضات". وتابع عباس، أن "المصالحة الفلسطينية شملت كافة الطوائف والقوى الفلسطينية لكن ما زالت القوى الفلسطينية في حاجة لمزيد من الوقت لرأب الصدع بينهم، خاصة أن إسرائيل لا تريد الاعتراف بحكومة التوافق الفلسطينية". ميدانيا، صعد الاحتلال الإسرائيلي من هجماته على الفلسطينيين في قطاع غزة تحت وطأة احتجاجات الإسرائيليين الذين سارعوا إلى هجرة تجمعاتهم السكانية المحيطة بقطاع غزة مع استمرار تساقط الصواريخ عليها. وأكد الجيش الإسرائيلي سقوط 525 صاروخا على هذه التجمعات منذ عصر الثلاثاء الماضي بعد أن خرقت إسرائيل وقف إطلاق النار وأوقفت محادثات وقف إطلاق النار بعد أن رجحت إمكانية اغتيال قائد الجناح العسكري ل(حماس) محمد الضيف ولكنها أخفقت في ذلك. وقد كثف الاحتلال غاراته على غزة أمس، إذ قتل 9 فلسطينيين ليرتفع بذلك عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي الدموي المتواصل منذ 47 يوما على قطاع غزة الصامد إلى 2101 شهيدا، من بينهم 563 طفلا على الأقل. وفيما ينذر بمزيد من التصعيد الإسرائيلي فقد وجه جيش الاحتلال الإسرائيلي رسائل إلى سكان قطاع غزة قال فيها "سنعمل بقوة ضد كل مبنى عسكري أو مدني تنفذ منه عمليات ضدنا". وأضاف "كل بيت تنفذ من محيطه عمليات إرهابية سيتم ضربه".