تسعى جماعة الحوثي إلى إسقاط حكومة الوفاق الوطني اليمنية في ستة أيام، بعد أن أمهلت الجماعة النظام اليمني حتى يوم الجمعة المقبل لتشكيل حكومة جديدة، وإلا فإنها ستختار بدائل أخرى لإسقاطها. وكان الآلاف من أنصار الجماعة خرجوا أمس في العاصمة صنعاء، تحت يافطة التنديد برفع أسعار المشتقات النفطية، إلى جانب الدعوة إلى إسقاط حكومة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، إثر خطاب لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، حذر خلاله السلطات من استهداف المتظاهرين، متوعدا بعدم السكوت على أي اعتداء على أنصاره. ولقي خطاب الحوثي استهجانا واسعا من قوى سياسية ومدنية لطابعه، الذي وصف بالاستفزازي، والذي أمهل فيه الرئاسة والحكومة أياما معدودة تنتهي الجمعة المقبل، للاستجابة إلى مطلب إلغاء الأسعار الجديدة للمشتقات النفطية، وتغيير الحكومة، وإلا فإنه سيتخذ "إجراءات مزعجة"، حسب تعبيره. وكان ملاحظا في تظاهرات الأمس إقدام الحوثيين على استقدام مجاميع بشرية من المحافظات القريبة للعاصمة، وبالذات التي يسيطرون عليها مثل عمران وصعدة وبعض المناطق التي لهم حضور فيها، فيما لم ينضم للمظاهرة أي من الأنصار المفترضين للحوثيين من مكونات "جبهة الانقاذ" التي سبق لها أن انسحبت من مظاهرة الاثنين قبل الماضي بعد خلافات بين قياداتها على وجهة المظاهرة والشعارات التي رفعت فيها، إذ أصر الحوثيون على رفع شعاراتهم الخاصة ومن بينها شعار "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل". وشهدت أبرز شوارع صنعاء وجودا وانتشارا أمنيا ملحوظا تزامنا مع بدء مظاهرة الحوثيين، بعد أن أعلنت وزارة الداخلية تشديد إجراءاتها الأمنية في محيط ومداخل العاصمة صنعاء، ووجهت بمنع إدخال الأسلحة إلى العاصمة حتى المرخصة منها، فيما شهدت سماء العاصمة طلعات جوية للطائرات الحربية في رسالة أراد النظام التأكيد على جاهزية الجيش والأمن لحفظ العاصمة من أية مخاطر. وكان اللافت أن الحوثيين دعوا للمظاهرات في جميع محافظات البلاد، إلا أن المحافظات الجنوبية الثمانية كافة، إضافة إلى عدد كبير من المحافظات الشمالية، لم تشهد استجابة لهذه الدعوة، واقتصرت المظاهرات على العاصمة صنعاء ومحافظتي صعدة وعمران. من جهة ثانية كشفت وكالة "فارس" الإيرانية في خبر لها أن المئات من أنصار جماعة الحوثي انتشروا في عدة مناطق من العاصمة صنعاء، استعدادا للسيطرة عليها، ونقلت الوكالة على لسان مصادر أمنية واستخباراتية يمنية لم تسمها قولها، إن أنصار الجماعة انتشروا في معظم مناطق العاصمة صنعاء، استعدادا للسيطرة عليها. ونسبت الوكالة إلى قيادات حوثية تأكيدها أن الجماعة أعدت خطة لإسقاط صنعاء، وقسمتها إلى 10 مناطق جغرافية، ينتشر في كل منها المئات من "كتائب الحسين" المسلحة، وهي من أقوى الكتائب التابعة للحوثيين. وكان تصعيد الحوثيين محور لقاء ضم مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر، وممثلين عن جماعة الحوثي هما محمود الجنيد وحسين العزي. وأكد بلاغ صحفي صادر عن مكتب بنعمر أن المسؤول الدولي أكد لجماعة الحوثي ضرورة التزام جميع الأطراف بتنفيذ اتفاق نقل السلطة "المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية" ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن، كأساس للمضي قدما نحو بناء الدولة اليمنية الجديدة، كما شدد على أهمية تعاون القوى السياسية لتوفير المناخ الملائم لإنجاز المهام المتبقية من العملية الانتقالية.