شهدت العاصمة اليمنية صنعاء أمس تصعيدا متجددا لمظاهر التحفز الأمني والعسكري عقب تدشين جماعة الحوثي لاعتصامات مفتوحة في عدد من المناطق، منها العاصمة ومحافظة عمران المتاخمة لها، بالإضافة إلى محافظة صعدة، التي يسيطرون عليها منذ سنوات، وسط مخاوف من قيام أتباع وأنصار الجماعة في العاصمة بالاحتشاد للمشاركة في اعتصامات مماثلة في محافظات أخرى بهدف إرباك السلطات اليمنية التي تواجه حرباً مستعرة ضد تنظيم القاعدة في المناطق الجنوبية من البلاد وبالتالي إسقاط العاصمة. وأكدت مصادر أمنية مسؤولة ل"الوطن"، إن تهديد قيادة جماعة الحوثي مؤخرا باللجوء إلى خيارات أخرى لإسقاط قرار الحكومة برفع الدعم عن المشتقات النفطية بعد فشل الحل السياسي، قوبل باهتمام بالغ من قبل السلطات الأمنية المسؤولة عن حماية العاصمة صنعاء، مشيرة إلى أنه تم اتخاذ تدابير ذات طابع احترازي تمثلت في فرض المزيد من الإجراءات الأمنية المشددة لحماية مقار الوزارات والمؤسسات الحكومية والمنشآت الأمنية والعسكرية والسفارات الأجنبية بصنعاء، تحسباً لأية محاولات استهداف محتملة. وأشارت المصادر إلى أنه لن يتم السماح بخروج مسيرات أو تنظيم اعتصامات مفتوحة في شوارع صنعاء إلا بعد الحصول على ترخيص مسبق من قبل الجهة المختصة بوزارة الداخلية وسيتم التعامل بحزم مع أي تجاوزات في هذا الصدد بمنتهى الحزم. وكان الناطق الرسمي لجماعة الحوثي محمد عبدالسلام أعلن عن تدشين الجماعة بدءاً من اليوم، اعتصامات مفتوحة في كل من صعدة وعمران وذمار والجوف احتجاجا على فرض الحكومة زيادات طارئة على أسعار المشتقات النفطية، مشيراً إلى أن هذه الاعتصامات تأتي قبيل لجوء جماعة الحوثيين إلى الخيار الأخير، الذي لم تحدده، في حال فشلت في إجبار الحكومة على التراجع عن قرار رفع الدعم عن الوقود.