في الوقت الذي تتجه فيه القرطاسيات والمحلات التجارية إلى استقطاب المستهلكين والزبائن من الطلبة وأولياء الأمور استعداداً للعام الدراسي الجديد، وتأتي تلك التجهيزات من خلال عمل تخفيضات بنسب كبيرة تصل إلى 50% على البضائع والمنتجات التي تبيع المستلزمات الدراسية من جميع الأصناف والبضائع تزامناً مع بداية السنة الدراسية، وهو الأمر الذي يتخوف منه كثير من الزبائن بحجة أنها استغلال للموسم بإطلاق حملة تخفيضات وهمية، فيما طالب مختصون بتشديد الرقابة على تلك العروض غير الحقيقية. وتباينت آراء المستهلكين تجاه هذه القضية التي تتكرر بصفة مستمرة بداية كل عام دراسي، مستغلين بذلك ضعف الرقابة والجولات التفتيشية التي من المفترض أن تضع حدا لاستغفال المستهلك بتلك العروض الوهمية، وقال المواطن سامي الصاعدي: "إن الكثير من المستهلكين يبحثون عن المنتجات عالية الجودة، لكي يدوم معهم مدة أطول، بالإضافة إلى قيام عدد من القرطاسيات وكذلك محال وضعت لافتات عن التخفيضات والعروض الخاصة"، مضيفا أن الأسر تعيش فترة نزف جيوب بدأت من الإجازة الصيفية وما فيها من تنزه ورحلات، وكذلك شراء مقاضي رمضان والعيد، والآن شراء المستلزمات المدرسية. وأوضح عضو الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة المدينةالمنورة عبدالغني الأنصاري، أن المستهلك عليه دور كبير في الحد من هذه الظاهرة وسكوته عليها ساهم في انتشارها. وقال: "يجب على المستهلك التأكد من حقيقة التخفيضات الموجودة لدى المركز التجاري من خلال شهادة مصدقة من الغرفة التجارية تثبت وجود تخفيضات، ومن حق المستهلك أن يسأل عنها حتى يتثبت من وجود تخفيضات حقيقية، كما يجب على المستهلك عندما يقارن في الأسعار ولا يجد تخفيضات حقيقية أن يتجه إلى الاتصال بوزارة التجارة أو الدخول على موقعها الإلكتروني وسيجد التجاوب المباشر والسريع". وشدد على أن تكتم المستهلك على مثل تلك المراكز التجارية المتاجرة بالحملات الوهمية للتخفيضات يعد مشاركة للأخيرة في هذا العمل المخالف. وطالب الأنصاري بإنشاء كتيب إلكتروني عوضاً عن الكتيب الورقي يكون خاصاً بعرض حقوق المستهلك كاملة والحماية من جشع التجار ويسهل تبادل هذا الكتيب عبر شبكة الإنترنت، ويصدر من وزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك لتثقيفه بحقوقة كاملة حتى لا يكون عرضة للاستغلال والعروض الوهمية. ودعا وزارة التجارة إلى وضع لوحات على كل المراكز التجارية بشكل إجباري تبين أرقام التواصل مع الوزارة في حالة وجود أي شكوى أو مخالفة في المحل، مرفقة بإحداثيات الموقع وهو ما يعمل به في البلدان المجاورة. من جانبه، أوضح عامر العمر بائع في أحد محلات بيع المستلزمات الدراسية، أن الأسبوع الذي يسبق بداية العام الدراسي الجديد، هو الموسم الحقيقي للقرطاسيات والمكتبات، حيث إنها تجد إقبالا منقطع النظير من الطلاب والطالبات. وأضاف أن الأسعار لا تختلف فهي متقاربة، مشيرا إلى أن هناك تنافسا في التخفيضات بين المراكز التجارية والقرطاسيات لجذب أكبر عدد من المتسوقين.