في آخر لحظة قبل مغادرته الأراضي اللبنانية، قالت مصادر ل"الوطن"، إن سفير الرياض لدى بيروت علي عواض عسيري، سيبقى في لبنان، حتى إشعار آخر، وربطت المصادر ذلك التحرك السعودي، بالاستحقاق الرئاسي. وقد توقفت مصادر سياسية أمام قرار المملكة العربية السعودية المفاجئ بتمديد مهمة سفيرها في لبنان فترة إضافية محدودة، والذي كان من المفترض أن يغادر لبنان بعد انتهاء مهامه الدبلوماسية، واستلام مهمة سفير المملكة في باكستان، وهو الذي كان قد أجرى زيارات وداعية لكبار المسؤولين اللبنانيين، فيما قالت أوساط متابعة إن تمديد مهمة عسيري في لبنان يعكس إصرار الرياض على مواكبة التطورات الحاصلة، ولعدم وجود رئيس للجمهورية اللبنانية يقدم إليه السفير الجديد أوراق اعتماده. إلى ذلك، استلمت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي الحساب الذي يُعرف على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" باسم "لواء أحرار السنة-بعلبك"، وغردت به، واضعة صورة العلم اللبناني، وذلك بعد إلقاء القبض على مشغله حسين شومان الحسين مواليد حسي الشراونة بعلبك في عام 1995، وينتمي لحزب الله، وحولته إلى صفحة خاصة بها. ونشأت هذه الصفحة على "تويتر" في 28 أيلول. وكانت تغريدتها الأولى عن توتر أمني في سوق بعلبك سببه رفض شخص التوقف عند حاجز ل"حزب الله". وانقطعت التغريدات بين 30 أيلول و12 أكتوبر تشرين الثاني، في وقت قال فيه مسؤول الصفحة إنه خُطف وعُذب حتى يبوح بأماكن وجود "اللواء" في بعلبك. في هذه الأثناء، لفتت مصادر سياسية إلى أن أزمة لبنان نحو انفراج، وإن كانت خيوطها ما زالت معقدة بعض الشيء، إلا أن الأمور تتجه نحو تسوية ما، يتم طبخها على نار هادئة عبر اتصالات داخلية وإقليمية ودولية، تحمي لبنان في زمن "داعش"، ومع تزايد خطر الإرهاب وتصاعد حركته في المنطقة، والواضح أن رياح العراق الساخنة التي اتجهت نحو التبريد نوعا ما، قد تعطي دفعة لمحاولات الحلحلة في الأزمة الرئاسية عبر انتخاب رئيس للجمهورية وملء شغور قصر بعبدا، على الرغم من ظهور ملف خلافي جديد، بين القوى السياسية اللبنانية حول التمديد للمجلس النيابي، وضرورة عدم إجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية، فيما يحاول رئيس مجلس النواب نبيه بري استخدام هذا الموضوع لصالح عقد جلسات تشريعية للمجلس تعتبر مخالفة للقانون في حالة الشغور الرئاسي. في وقت يؤكد فيه الفريق المقابل على عقد جلسات مفتوحة من أجل انتخاب رئيس الجمهورية، هذا في وقت يستمر فيه الاهتمام بملف العسكريين المختطفين من جانب المسلحين السوريين في عرسال، حيث ضم 4 عسكريين إلى مجموعة أبوحسن الفلسطيني "داعش" الذي قتل في عرسال ضمن مجموعة أخرى، تحتجز 7 عسكريين، وسط اتجاه هيئة العلماء المسلمين الى إعلان تخليها عن وساطتها، لا سيما وأن هناك شروطا للخاطفين لا يجري تنفيذها، ومنها الاعتقالات والملاحقات التي تجري في مخيمات النازحين وإصدار قرارات قضائية بحقهم، فيما ألمحت مصادر إلى أن مدير الأمن العام عباس إبراهيم، قد يتحرك من أجل متابعة هذا الملف في جولة إقليمية.