لم أكن يوماً طلالية, لا صوتا ولا أغنيات طلال مداح كانت تجذبني للاستماع إليها, فلم أكن أدرك من يكون طلال مداح, كنت لم أزل طفلة في الثالثة عشرة من عمري عندما انتقلت روحه للسماء, أذكر لحظة سقوطه على خشبة مسرح المفتاحة في أبها, وقلق الناس عليه حينها وألمهم عند معرفتهم بمغادرته للحياة, لكني لم أكن أفهم لم كل ذلك العشق لطلال. اليوم وبعد مرور 14 عاماً على رحيله, أصبحت أدرك أن للأرض صوتا وأن طلال صوتها بحق, وأن مسامعي كانت في سبات عميق, لكنها استيقظت أخيرا لتنصت لذلك الجمال وذلك الإحساس المرهف, لطلال الذي استطاع بذلك الإحساس أن يكون رمزاً من رموز الغناء في الوطن العربي. في ذكرى رحيل طلال مداح للعام الحالي, لم يحظ طلال بالاهتمام الكافي من الإعلام والجهات الثقافية المحلية تحديداً, لكن الإعلام الجديد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي كان أكثر وفاءً لطلال, فجادت مشاعر محبيه بتغريدات استطاعت أن تحيي ذكرى رحيله، وأن تعطيها اهتماما يليق بالذكرى وب"صوت الأرض". ما يقوم به محبو طلال في تويتر يعكس أروع صور الوفاء له, على الرغم من بساطة ما يقومون به إلا أنه تجسيد قوي لاهتمامهم بتخليد ذكراه, حيث اختار بعضهم أن يكتب في هاشتاق ذكرى رحيله مقاطع من أغنياته, فيما حرص البعض على استعراض مقاطع يوتيوبية لأغنياته وأخرى بصوته وهو يقرأ القرآن, بينما اتجه آخرون إلى التعبير عن مشاعرهم بالكتابة لطلال وعن طلال. لنغنّ لطلال في ذكرى رحيله ولنغنّه لقلوبنا, لنخلد صوته في ذاكرتنا ونكتب اسمه على جدار الوقت, لنعشقه أكثر فأكثر، ولنرفع أيادينا إلى السماء محملة بباقات الدعاء له بالرحمة.