بين أن يحمل والد الطالب أو الطالبة هَمّ تأمين مصاريف تعليم جيد لأبنائه وبناته، وبين تأمين نقل مريح لهم لمقار ذلك التعليم هَمّ آخر يلاحقه، فقد أصبح كل شيء معرضا لموجة الارتفاعات في الأسعار، وشكل تسرب السائقين السعوديين من قيادة حافلاتهم عامل ضغط آخر، حسبما أكده أعضاء في لجنة المدارس الأهلية بغرفة الشرقية، الأمر الذي تسبب في إرباك كبير للمدارس الأهلية؛ لعدم تمكنها من توفير السائق السعودي بحسب اشتراطات وزارة العمل، يقابلها ارتفاع مطرد في تكاليف الحافلات التي وصلت زيادتها في بعض المدارس إلى 100%. وكشف ل"الوطن" عضو اللجنة الوطنية للتعليم الأهلي بمجلس الغرف السعودية، خالد الدعيلج الشمري، أن نسبة تكاليف المواصلات زادت 100% للسيارات المستأجرة من الشركات مع السائق السعودي، ومع السائق الأجنبي زادت بنسبة 60%، إذ كانت تعطى السيارة سابقا مع السائق والوقود بقيمة 4500 شهريا أما الآن فالمطلوب سائق سعودي لا يقل راتبه عن 4000 ريال والشركات تؤجر الحافلات دون سائق ودون وقود، أما المدارس التي تملك الحافلات فزادت بنسبة 30%، وحتى لو تم توظيف سائق أجنبي فوزارة العمل تلزم ألا يعمل الأجنبي إلا في مهنة سائق لا غير، ولو جعلته عامل نظافة إلى جانب مهنته سائق، فسوف تغرم المدارس الأهلية، وهنا الأجنبي لا يعمل سوى ثلاث ساعات في اليوم، وباقي الساعات الخمس تذهب هدرا، إضافة إلى اشتراطات التربية والتعليم للعمر الافتراضي للحافلة ألا تتجاوز 10 سنوات. وطالب الشمري أن يكون العمر الافتراضي للحافلة 15 سنة أو أكثر، إلا أن أغلب أصحاب المدارس يتمنون ألا تكون المواصلات موجودة، وأن يوفرها أولياء الأمور، فالمدارس ليست شركات نقل وغير ملزمة بتوفيرها. من جهته، شدد عضو في لجنة المدارس الأهلية بغرفة الشرقية عدنان الشخص، أن الارتفاع الرئيس الآن يعود لارتفاع اليد العاملة، وتكاليف النقل، إضافة إلى ارتفاع أسعار السيارات، وبالتالي ارتفعت قيمة التوصيل في المدارس، وهذا مقترن بالسعودة التي تفرض تكاليف إضافية نتحملها. من جانبه، أكد نائب رئيس اللجنة الوطنية للتعليم العالمي والدولي بمجلس الغرف السعودية، زياد رحمة، أن كل الخدمات مؤخرا ارتفعت تكاليفها؛ بسبب تكاليف مكتب العمل وتوظيف السعوديين، على الرغم من الإرباك الذي تعانيه المدارس من توظيف السعوديين، مشيرا إلى استعانتهم بصندوق الموارد البشرية، إلا أنه لم يجد أيضا من السعوديين من يستمر في العمل. وأكد أن السائق السعودي ليس لنا سلطة عليه، ويفتقد للانضباط مقارنة بالأجنبي الذي يكون على كفالة صاحب المدرسة، إلا أن وزارة العمل تسمح لنا في حال لو امتلكنا 10 حافلات أن نشغل 5 منها فقط أجانب والبقية يجب أن يكونوا سعوديين وهذه مشكلة.