ظهرت بعض الأسئلة منذ فترة فيما يتعلق بمشاهدة الأطفال لصور ولقطات القتل المعروضة على نشرات الأخبار على التلفاز والصحف والمواقع الإلكترونية خاصة بعد حرب غزة، وتباينت الآراء بين مؤيد هدف لإيصال القضية وعدم تناسيها، ومعارض لخطورة هذه المشاهد على نفسية الأطفال، وهذا ما أراه بحسب اعتقادي أنه صائب، فبإمكاننا إيصال القضية وشرحها بطريقة مبسطة للأطفال دون حاجة لترويعهم بهذه المشاهد التي تبقى عالقة في أذهاننا نحن الكبار، فماذا عن أذهان الأطفال الغضة التي يعلق بها كل شيء! وبالعودة للوراء إبان حرب الخليج الثانية فقد عاش ذاك الجيل مشاهد ولحظات لا يمكن نسيانها خاصة حين كان جميع أفراد العائلة في غرفة واحدة عدوها كملجأ حال القصف إن حدث، فكان التلفاز يبث طوال الوقت مشاهد للحرب ومناظر للجثث والأشلاء ظلت عالقة حتى اللحظة في أذهان ذاك الجيل، أما الآن فلدى الوالدين الخيار بعدم السماح للأطفال بمشاهدة هذه المناظر المروعة التي تترك عبئاً على نفسية الأطفال، وقد يمتد هذا العبء لسنوات طويلة، أو حتى قد يؤثر على سلوكيات الطفل فيصبح عنيفاً أو منطويا على نفسه أو قد يتعدى الضرر ليؤثر في نظام نومه فيرى الكوابيس المرعبة على خلفية ما رآه من مشاهد وصور تلاحقه في نومه. وكما أشرت سابقاً فإن منع الأطفال من مشاهدة هذه الصور والمشاهد لا يعني إقصاءهم من الوعي بما يحدث في المنطقة العربية، بل نحاول تبسيط الوضع لهم بشكل يخلق روح الإيجابية بداخلهم وحب المساعدة والدعم لإخوانهم في المناطق المتأثرة بالحرب الدائرة.