استُشهد ثلاثة جنود من الجيش اللبناني فجرأمس برصاص مسلّحين مجهولين في بلدة عرسال على الحدود السورية اللبنانية، حيث أطلق مسلحون يستقلون سيارة سوداء، النار على موقع للجيش اللبناني في وادي حميد في خراج عرسال، وفر المعتدون إلى جهة مجهولة داخل سوريا. وعلى الأثر طوّق الجيش اللبناني المنطقة وباشر عمليات البحث عن المسلّحين. وطرح توقيت هذه الحادثة عديدا من التساؤلات، لا سيّما أنّها جاءت بعد يوم على حادثة إطلاق الصواريخ على الضاحية الجنوبية لبيروت، وفي ظل وضع يكثر فيه الحديث عن احتمال انشقاق عناصر من الجيش بسبب الحقن الطائفي الشديد. فيما رشح أن الاعتداء مرتبط بتداعيات خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وما يجري في القصير، ووسط ما تردد عن اتّهام حزب الله بافتعال الهجوم لصرف الأنظار عمّا يجري في القصير وإشعال الوضع المتفجّر لبنانياً، كشفت معلومات أمنية خاصة ل «الشرق» أن الاعتداء على الجيش جاء على خلفية إحباط محاولة تهريب أسلحة ومسلّحين إلى الداخل السوري. وأكدت المصادر نفسها أن المتورطين في الاعتداء يتبعون إلى مجموعة مسلّحة معارضة للنظام السوري. وفي تعليقه على الحادثة، أكّد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، المطلوب بعدة مذكرات بحث وتحرٍّ، ل «الشرق»: عدم وجود أي علاقة لأهل عرسال باستهداف الجيش اللبناني، لافتاً إلى أنّه تعهّد أمام شخصيات أمنية بعد الحادثة أننا سنُقدّم كل ما في وسعنا لمساعدة التحقيقات. وفي السياق نفسه، علمت «الشرق» أن الحادث وقع في منطقة وادي الحميد على بعد عدة كيلومترات من عرسال للجهة الشمالية الشرقية. وأنّ «المهاجمين سلكوا طريق فليطا-جريجير عند انسحابهم». سياسياً، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن أيّ تعدٍّ على الجيش اللبناني لن يثنيه عن المضي في حفظ الأمن والدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله، مشدداً على أن اللبنانيين ملتفون حول الجيش اللبناني ويؤازرونه في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا.