اندلعت اشتباكات مسلحة في مناطق تابعة لمحافظة نينوى شمالي العراق أمس بين مسلحي تنظيم "داعش" وقوات حرس إقليم كردستان بالقرب من سد الموصل الواقع على بعد 50 كلم شمال غربي المحافظة. ونقلت تقارير كردية عن مصادر في قوات البيشمركة قولها إن "اشتباكات مسلحة عنيفة تدور منذ ليلة أول من أمس بين مسلحي داعش وقوات البيشمركة في قريتي "وانة وسد الموصل"، استخدم فيها الطرفان المدفعية". وطبقا للمصادر الكردية فإن مسلحي داعش دخلوا قضاء سنجار غربي الموصل أمس ورفعوا راية التنظيم فوق مبنى القائم مقامية، فيما اضطرت مئات الأسر الأيزيدية إلى ترك منازلها في القضاء والنزوح إلى جبل سنجار. وقال النائب محمه خليل ممثل الأقلية الأيزيدية في البرلمان السابق ل"الوطن"، إن "مسلحي تنظيم داعش دخلوا فجر أمس قضاء سنجار وسيطروا على مبنى المجلس البلدي والقائم مقامية ورفعوا راية التنظيم فوقه بعد اشتباكات عنيفة مع قوات البيشمركة". مبينا إن "الأسر الأيزيدية نزحت باتجاه جبل سنجار تاركين منازلهم وممتلكاتهم". ويقع قضاء سنجار على بعد 90 كلم غربي الموصل وتسكنه الأقلية الأيزيدية منذ القدم، ويضم معابدهم ومنازلهم، ويطل على القضاء جبل سنجار ضمن سلسلة جبلية تمتد إلى أراضي إقليم كردستان. وأفادت مصادر في قوات البيشمركة الكردية بأن قوات البيشمركة انسحبت من منطقة سد الموصل الأروائي على نهر دجلة شمالي الموصل بعد أن طلب مسلحو (داعش) من البيشمركة الانسحاب شمالي مدينة الموصل. وذكرت المصادر أن قوات البيشمركة انسحبت من سد الموصل وسيطرت الجماعات المسلحة على السد بعد أن أمهلت قوات البيشمركة بالانسحاب دون تدخل عسكري. وأضافت المصادر أن سد الموصل الآن بيد المسلحين بعد أن سلمتهم قوات البيشمركة السد وانسحبت باتجاه دهوك دون أي تدخلات عسكرية واشتباكات مسلحة. وأحكم مسلحو داعش، مساء السبت الماضي، سيطرتهم على حقلين نفطيين يقعان ضمن حدود ناحية زمار الواقعة على بعد 80 كلم شمال غربي الموصل، كما سيطروا بشكل شبه كامل على مسارات الخط العراقي التركي الممتد من شمال العراق حتى الأراضي التركية. وفي العاصمة بغداد أفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية بأن سبعة من عناصر الشرطة سقطوا بين قتيل وجريح أمس بانفجار عبوة ناسفة استهدفت رتلا للشرطة الاتحادية لدى مروره في ناحية اليوسفية، جنوب غربي بغداد، مما أسفر عن مقتل اثنين من عناصرها وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة وإلحاق أضرار مادية بعجلات الرتل. على صعيد آخر، تظاهر العشرات من ذوي المفقودين في "قاعدة سبايكر"، أمام مبنى محافظة ذي قار جنوبيالعراق لمعرفة مصير أبنائهم الذين فقدوا منذ نحو شهرين، بعد سيطرة المسلحين على القاعدة العسكرية الواقعة في محافظة صلاح الدين. وقال أحد المتظاهرين ويدعى عبدالله العتابي ل"الوطن"، إن" أبناءنا فقدوا في قاعدة سبايكر في صلاح الدين منذ 12 من يونيو الماضي ولم نعرف مصيرهم أو أية معلومة رسمية عنهم حتى الآن"، مضيفا أن "أكثر من 2000 مفقود من أبناء المحافظة ضاعت أخبارهم ولم نلمس هناك أي تحرك جدي من الحكومة المركزية أو الحكومة المحلية لمعرفة ما حصل لهم". وتقدر مصادر غير رسمية أعداد المفقودين في محافظة ذي قار الذين فقدوا أثناء أحداث الموصل وصلاح الدين والمحافظات الأخرى الساخنة بنحو 2800 شخص. في شأن آخر، أعلنت وزارة النقل العراقية أن شركة الخطوط الجوية الأردنية تراجعت عن قرار إيقاف رحلاتها الجوية إلى المطارات العراقية بعد ساعات على اتخاذه، وأكدت أن الأجواء العراقية آمنة، فيما أشارت إلى أن الرحلات الجوية مستمرة في جميع المطارات. سياسيا، أكد مقرر مجلس النواب، نيازي معمار أوغلو، أن جلسة الثلاثاء المقبل ستشهد تحديد الكتلة الأكبر داخل البرلمان والتي ستكلف بتسمية مرشحها لرئاسة الحكومة المقبلة. وفيما أخفق التحالف الوطني الذي يضم القوى الشيعية في اختيار مرشحه لمنصب رئيس الوزراء نظرا لاتساع الخلاف بين أطرافه حول تحديد الكتلة الأكبر صاحبة الحق الدستوري في طرح مرشحها لتشكيل الحكومة، قال أوغلو ل"الوطن" إن مجلس النواب يعتزم إلزام المحكمة الاتحادية العليا بالإسراع في تحديد الكتلة البرلمانية الأكبر من أجل تكليفها بترشيح مرشح لرئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة بعد تكليفه من قبل رئيس الجمهورية".