شيع فلسطينيون شهداء لهم في غزة إلى مقابر اعتادوا زيارتها في العيد ولم يكونوا بحاجة لجهد كبير بحثا عن مناطق مفتوحة لأداء صلاة العيد بعد أن سوت الغارات الإسرائيلية 3333 من منازلهم خلال 21 يوما واستبدلوا الحلويات بالقهوة السادة وملابس العيد بقمصان سوداء كتب عليها "كلنا غزة". لم تقتصر مظاهر الحداد على غزة إذ سادت أيضا في الصفة الغربية، بما فيها القدسالشرقية، والمدن والقرى في الداخل الفلسطيني، حيث كان اللون الأسود هو السائد في اليوم الأول من عيد الفطر واستبدلوا عبارة "عيد سعيد" ب"عيد شهيد" في إشارة إلى 1034 شهيدا ارتقوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة. وانتهز فلسطينيون فترة الهدوء الصباحية لانتشال شهداء لهم ارتقوا خلال الأيام الأخيرة دون أن تسمح لهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالوصول إليهم لإنقاذ المرضى منهم وإخلاء الشهداء، فيما أخرج آخرون جثث أقارب وأعزاء عليهم من ثلاجات المستشفيات لدفنها. وقال مسؤول الإعلام في وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي "ارتكب في عدوانه المستمر على قطاع غزة جرائم حرب ممنهجة بحق المدنيين العزل، منها 53 مجزرة بحق عوائل فلسطينية أدت إلى ارتقاء 285 شهيدا من أفرادها". ولم يتوقف ارتقاء الشهداء حتى في الساعات الأولى من أيام العيد، إذ استشهد الطفل جبريل جنيد ومحمد شحادة أبو لوز (22 عاما)، في قصف إسرائيلي على المنازل الفلسطينية شرق جباليا، شمالي غزة، فيما تم انتشال جثث 8 شهداء. وفي القدس، كما في رام الله والخليل وغيرها من المدن الفلسطينية إضافة في داخل الخط الأخضر استبدل الفلسطينيون ملابس العيد بقمصان سوداء كتب عليها "كلنا غزة" و"غزة تقاوم، نصركم عيدنا". وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي قراره تعليق عملياته العسكرية ضد قطاع غزة باستثناء الرد على الهجمات التي تنفذها حركة (حماس) على أهداف إسرائيلية. ولم يحدد الجيش مدة زمنية لقراره هذا في ظل الجهود الدولية التي تبذل لوقف إطلاق نار دائم في غزة. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي "نحن في حالة من تعليق العمليات العسكرية باستثناء الرد على خروقات حماس"، لافتا إلى أن "الحركة تواصل خرق حتى الالتزامات التي أعلنت عنها بنفسها". وأضاف "ردا على إطلاق الصواريخ على مدينة أشكلون (عسقلان) صباح اليوم (أمس) أغار الجيش الإسرائيلي على منصتين مطمورتين وموقع لإنتاج وسائل قتالية شمال ووسط قطاع غزة". بدوره، قال الجناح العسكري ل(حماس) كتائب القسام "تقدمت قوة صهيونية صوب أراضي المواطنين شرق جباليا وقامت بتجريف الأراضي والمزارع، فتصدى لها مجاهدو القسام وقاموا بالاشتباك معها بالأسلحة المتوسطة والثقيلة وأطلقوا تجاهها 6 قذائف هاون عيار 60 ملم، ثم عاودوا الاشتباك مها بالأسلحة الثقيلة وأطلقوا تجاهها 3 قذائف هاون عيار 60 ملم، وما زال الاشتباك مستمرا". وأضاف "أكد مجاهدونا مقتل جنديين صهيونيين وإصابة عدد آخر بجراح". ودعا مجلس الأمن الدولي في بيان أقره بالإجماع ليل الأحد الأثنين إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري وغير مشروط" في قطاع غزة. وحضت الدول ال15 خلال اجتماع طارئ في نيويورك إسرائيل وحركة حماس على "التطبيق الكامل" لوقف إطلاق النار طيلة أيام عيد الفطر "وإلى ما بعده". كما دعت طرفي النزاع إلى "الاحترام التام للقانون الدولي الإنساني وخصوصا ما يتعلق منه بحماية المدنيين"، إضافة إلى بذل كل ما في وسعهما من أجل "تطبيق وقف إطلاق نار دائم يتم احترامه بالكامل بناء على المبادرة المصرية" للوساطة. وأشارت الدول إلى "ضرورة تقديم مساعدة إنسانية فورية إلى السكان الفلسطينيين في قطاع غزة"، ولا سيما من خلال زيادة المساهمات لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وبعد ثلاثة أيام على القصف الدامي الذي استهدف مدرسة تابعة للأونروا في قطاع غزة شدد مجلس الأمن على "وجوب احترام المنشآت المدنية والإنسانية وبينها منشآت الأممالمتحدة وحمايتها ويدعو جميع الأطراف إلى التصرف بناء على هذا المبدأ".