اتفق محللون سياسيون على ضرورة عدم تضخيم صورة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والتي قد لا تعكس الواقع الحقيقي لهذا التنظيم، حيث يرى المحللون أن التنظيم ماهو إلا صنيعة "إيرانية - أميركية" تسعى إيران من خلاله للتوغل في المناطق العربية. وفي هذا الشأن قال المحلل السياسي والباحث في الشأن الإيراني الدكتور محمد السلمي في تصريحات ل"الوطن"، إن هناك تقارير أجنبية تشير إلى حجم تداول كل ما يخص تنظيم "داعش" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتهويل الذي يخدم هذا التنظيم والداعمين له في أهدافهم المستقبلية. وأضاف السلمي في حديثه أن هذا التنظيم ماهو إلا أداة لأهداف سياسية ودولية وإقليمية تحاك ضد المنطقة العربية لإعادة تشكيلها، وقال: أرادت "داعش" أن تخلق لها صورة ذهنية بأنها القوة التي لا تهزم، والحقيقة أنها عكس ذلك لأن عدد أفراد هذا التنظيم لا يتجاوز عشرة آلاف، كما أن "داعش" لا تستطيع الزحف إلى المملكة والسبب الطبيعة الجغرافية بين العراق والمملكة، وعلينا الحذر في وسائل التواصل الاجتماعي وفي كافة وسائل الإعلام من تبادل الكتابات وإعطاء داعش أكبر من حجمها والتي تريد أن تكون حاضرة في كافة الأخبار العامة. خلق "بعبع" وقال هناك ربط بين إيران وبين تنظيم "داعش" والولايات المتحدة وذلك أكدته تقارير خرجت يوم أمس في المواقع الغربية توضح ارتباط هذا التنظيم بإيران وبالولايات المتحدة، مبيناً أنه لا فرق بين داعش وحزب الله من حيث الأهداف وسعيهمها لزعزعة أمن المنطقة، مؤكداً على ارتباط هذا التنظيم بإيران وضرورة مواجهته بالحجة وتفنيد ادعاءاته بالدليل وعدم السير بنفس الاتجاه الذي تريده إيران، وإعطائه أكبر من حجمه، وهي التي تريد خلق "بعبع" في المنطقة يندد ويهدد. وقال السلمي: داعش إضافة إلى أهدافه الأخرى السياسية خلق لتقريب وجهات النظر بين المملكة وإيران من حيث التقارب في قضية مكافحة الإرهاب العالمي إلا أن المملكة ما زالت على موقفها في عدم الدخول في المستنقع العراقي حتى لا يكون هناك تقارب على حساب قضايا أهم، وأضاف: فكرة أن التنظيم هو صنيعة "إيرانية- أميركية" تقترب للصحة بسبب طريقة تعامل داعش وتعاطيه مع المواقف والأحداث ومن ذلك عودته بعد قربه من الحدود الإيرانية - العراقية، ونرى أنه لم يستهدف المصالح الغربية في أكثر من منطقة، موضحاً أنه ينبغي عدم فصل تنظيم "داعش" العراق عن "داعش" سورية وهو في سورية أكثر وضوحاً منه في العراق، حيث يتبيّن دور داعش حقيقة في الضرب في خاصرة الدولة السورية، وعندما يكون هناك مواجهة بين جيش النظام وداعش نرى تجنباً وتلافياً للمواجهة المباشرة، ما يدل أيضا على الترابط بين سورية وإيران وداعش وأهدافهما في المنطقة، وإجهاض الثورة العراقية التي تنبأت طهران بحدوثها، لذلك أدخلوا عناصر "داعش" من سورية ل"العراق" لإفساد الدولة العراقية. وأضاف السلمي: إيران لا تمانع في قتل "داعش" للشيعة في المنطقة العربية إذا كان ذلك يحقق أهدافها السياسية فهم عرب في النهاية، فهي تقتل الشيعة في الأهواز وتعاونت مع أرمينيا سابقا ضد الشيعة في أذربيجان، فلا مانع من التضحية في نظرها بالشيعة العرب لتحقيق أهداف أكبر وللتوغل في المناطق العربية ولن يكون قتلها للشيعة دليلاً على أن داعش ضد إيران، كما أن إيران ترى أن أهدافها السياسية لا علاقة لها بالصراعات المذهبية والطائفية، إلا أنها تسعى لتأجيج ذلك في المنطقة العربية وهو مشروع إيراني بحت يجب علينا إفشاله. تضخيم صورة "داعش" من جهته، يرى عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الدكتور زهير الحارثي ل"الوطن"، أن هناك بعض الأطراف تدفع باتجاه تضخيم صورة تنظيم "داعش" وإعطائه هذه الهالة لأهداف سياسة لم تعد تنطلي على أحد، مبيناً أن ذلك قد لا يعكس الواقع الحقيقي لهذا التنظيم، وقال الحارثي "السؤال الكبير الذي ينبغي أن تجيب عليه كافة الأجهزة في الدولة هو لماذا يتم اختراق السعودي فكرياً، وتجنيده في المزيد من الحركات الراديكالية المتطرفة؟ مشدداً على ضرورة أن يدرس هذا الوضع من ناحية علمية وموضوعية من قبل المؤسسات التعليمية والتربوية وكذلك منابر المساجد، موضحاً أنه من الضروري الفصل بين الأحداث التي تدور حولنا والتي ينبغي التعامل معها بجدية والنظر لها من زاوية أمنية وذلك فيما يتعلق بأمن الحدود والخلايا المندسة واستقرار المنطقة وبين التضخيم الإعلامي الذي نراه حالياً حول تنظيم "داعش" والذي يختلط معه نوع من الإشاعات والتهويل. وأضاف الحارثي "القضية تكمن بكيفية التعامل مع مثل هذا التنظيم وتحجيمه، كما أن "داعش" لا يمثل خطراً حقيقياً، وهو مجموعة متشددة لا تقارن بدولة بحجم المملكة ولكن ما نخشاه وبحسب الحارثي، هم المؤيدون المتعاطفون مع هذا التنظيم الذين ينبغي كشفهم وإحالتهم للقضاء، معتبراً أن "داعش" تنظيم ضعيف أوجد بسبب سوء الأوضاع في بعض البلدان العربية، وأضاف "بتقديري "القاعدة" كهيكلة وتنظيم كانت أقوى من "داعش" إلا أن المملكة استطاعت تحجيمها، مؤكداً على ضرورة عدم إعطاء مثل هذا التنظيم حجماً أكبر مما هو عليه، ولكن من الأهمية بمكان التعامل مع هذه التنظميات بجدية على الصعيدين الأمني والفكري.