مع تفاقم الأزمة في قطاع غزة، يتلمس مسؤولون لبنانيون، تخوفات رسمية، من سعي "حزب الله" إلى الزج بلبنان في أتون هذا الصراع، وبالتالي تبرز تخوفات بأن ينعكس ذلك على ملفات عالقة، ما بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، ويبرز في هذا الصدد، الحدود البحرية المتنازع عليها بين البلدين، والتي تحوي كميات من الغاز، قدرتها مصادر لبنانية في وقتها، بملايين المكعبات من الغاز الطبيعي، هذا بالإضافة إلى مشتقات نفطية، تقع في قاع البحر الأبيض المتوسط، وفي داخل الحدود البحرية اللبنانية. هذا القلق، كان شرره، حين سجلت الحدود اللبنانية اختراقات، تجاوز بعضها هذا المعنى، بعد أن أعلنت السلطات اللبنانية البارحة الأولى، بأن الجيش الإسرائيلي، أقدم على قصف بلدة شمع الجنوبيةاللبنانية بأربع قذائف من عيار 120 ملم، لم يُفد أنّها أسفرت عن سقوط إصابات. وأكدت الوكالة الوطنية اللبنانية الرسمية للإعلام أنّ المدفعية الإسرائيلية تواصل قصف عدد من القرى والبلدات بشكل متقطع تزامنًا مع تحليق للطيران الحربي والمروحي والاستطلاعي المعادي في مختلف أجواء الجنوباللبناني في ظل إطلاق القنابل المضيئة فوق الخط الساحلي لمدينة صور الجنوبيةاللبنانية. في هذه الأثناء، لوحظ ارتفاع لهجة مسؤولي حزب الله خلال الساعات الماضية من أحداث غزة، حيث رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "المقاومة الفلسطينية الباسلة مع شعبها المعطاء ستنتصر كما انتصرت في الحربين السابقتين، إلا أن التصعيد الكلامي لحزب الله لم يقترن بأي حالة تشير إلى استنفار ظاهر أو إعلان عن "عنتريات" المقاومة، إذ تقول مصادر مراقبة إن "حزب الله" مرتاح وليس هناك من أي مؤشرات عن القيام بأعمال ضد إسرائيل على غرار ما حصل في عام 2006 لكون مقاتلي النخبة التابعين للحزب مشغولين حاليا بالحرب في سورية وكذلك في العراق ولا يمكن لمسؤولي حزب الله في هذه الحالة إلا الكلام الخطابي العادي". ومن هنا، طالب مسؤولو بلدات شمال إسرائيل أمس الجيش الإسرائيلي والحكومة باتخاذ قرار فوري بنصب أكثر من منظومة قبة حديدية قريبة من الجنوباللبناني، لضمان أمنهم خاصة بعدما تجدد إطلاق ثلاثة صواريخ مساء أول من أمس من قبل جهة غير معلومة، فيما أعلنت إسرائيل عن فتح الملاجئ ببلدات الشمال تحسبا لتكرار مثل هذه الهجمات. وكانت جهة غير معلومة قد أطلقت قرابة الساعة العاشرة من مساء أول من أمس، ثلاثة صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، من سهل القليلة جنوب صور، ورد الجيش الإسرائيلي بقذائف مدفعية استهدفت بلدة زبقين الجنوبية وسقطت 4 قذائف من عيار 155 ملم، في منطقة الضبعة بين بلدتي طيرحرفا وشمع في صور. من جانبها، واصلت الأجهزة الأمنية اللبنانية استنفارها لضبط الحدود وعدم انفلات الأوضاع، وسط تأكيد لبناني على التمسك بالقرار 1701 ومنع إطلاق الصواريخ نحو الأراضي الإسرائيلية. وسير الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" دوريات مشتركة في النقاط القريبة من السياج التقني، وأقام الجيش عددا من الحواجز الثابتة والمتنقلة عملت عناصرها على تفتيش السيارات والتدقيق بهويات ركابها. ونفى عضو القيادة السياسية لحركة "حماس" في لبنان جهاد طه، ما تناقلته وسائل إعلام عن تبني "كتائب القسام" إطلاق صواريخ من جنوبلبنان باتجاه الأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن "العمل العسكري لكتائب القسام محصور داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة". في هذه الأثناء، شن منسق تيار المستقبل في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش هجوما على "حزب الله"، حين قال "إن هناك أناسا في لبنان ممن وضعوا أنفسهم في خدمة الأنظمة السخيفة (سورية والعراق) يتهمون تيارنا وقوى 14 آذار بأنها البيئة الحاضنة للإرهاب، بينما الواقع يؤكد أن الحزب هو البيئة الوحيدة الحاضنة للإرهاب في لبنان وهي بيئة حزب الله.