أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن الضرورة الشرعية والمصلحة العامة، تقتضيان تخفيض نسبة أعداد الحجاج والمعتمرين بشكل مؤقت واستثنائي حتى يتم الانتهاء من مشروع التوسعة العظيم، وهو أمر لا بد من اتخاذه واللجوء إليه خلال فترة تنفيذ هذا المشروع المبارك، مراعاة لشدة الزحام خلال هذه الفترة المؤقتة، حيث يشهد المسجد الحرام ورشة عمل كبرى هذه الأيام في التوسعة والخدمات. وقال: نعلم ونشاهد جميعاً أن العمل في هذا المشروع العملاق مازال جارياً على قدم وساق، مما ترتب عليه ضيق مساحة المطاف وازدحام وتكدس الطائفين، الأمر الذي قد يسبب ضررا على أمنهم وسلامتهم وخطراً على راحتهم وصحتهم لاسيما وقد تفرع عن هذا المشروع مشروع آخر مهم، وهو الجسر المعد لذوي الاحتياجات الخاصة الذي سيأخذ حيزا كبيراً من المطاف، وسيؤثر على عدد الطائفين، حيث كان المطاف قبل المشروع يتسع لقرابة 48 ألف طائف في الساعة، وفي أثناء المشروع إلى 22 ألف طائف في الساعة، وبعد نهاية المشروع بحول الله سيستوعب 105 آلاف طائف في الساعة. إلى ذلك، أكد نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم، أن مشروع خادم الحرمين الشريفين لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف يهدف إلى التيسير والتسهيل لأداء مناسك الحج والعمرة وسيحدث بعد انتهائه نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للحجاج والعمار والزوار. وقال الخزيم: "إن ذلك يترتب عليه ذلك، وتحقيقا للمصلحة العامة أن يتم مؤقتا تخفيض نسبة أعداد القادمين لأداء المناسك حتى يتم الانتهاء من أعمال التوسعة والتطوير لمشروع المطاف، وهذا أمر ضروري لابد من اللجوء إليه حتى الانتهاء من أعمال المطاف؛ لأنه على المدى البعيد يحقق مصلحة عليا للأمة الإسلامية وندعو المسلمين إلى التعاون مع المملكة في ذلك". وأوضح أن العمل مستمر في مشروع المطاف الذي سيستوعب بعد انتهائه 150 ألفا بدلا من 48 ألفا، مشيرا إلى أن مكةالمكرمة والمدينة المنورة تشهد حاليا ورشة عمل كبرى خدمة لرواد الحرمين الشريفين. وأشار إلى أنه من القواعد المقررة في الشريعة أن المشقة تجلب التيسير وأن الضرر يُزال وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وأن الأمر إذا ضاق اتسع وأنه إذا تعارضت المصلحتان أخذ بأعلاهما، وأن الأمر إذا آل لضرر أو أذى فإنه يمنع شرعاً، وبالأخذ بالاعتبار لهذه المصالح العظمى والمقاصد الكبرى سيحقق هذا المشروع ما يؤمل منه من تأمين سبل الراحة للحجاج والمعتمرين، وهذا يدعو إلى أهمية تعاون المسلمين وتفاعلهم الإيجابي مع هذا القرار الحكيم لتحقيق المصالح العليا للأمة الإسلامية والدعوة موجهه لقادة الأمة وعلمائها لتعزيز ما رآه ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية في ذلك الأمر.