بعيداً عن مكونات فعاليات "رمضاننا كدا" العديدة في المنطقة التاريخية بجدة، يمكن القول إن مجموعة "احنا كدا"، الفوتوجرافية، استطاعت أن تجسد من خلال نافذة عدساتها، معرضها المشارك في الفعاليات ملامح ومكونات جديدة عن زوايا هذه المنطقة، عبر تعزيز "ثقافة الصورة" في أذهان الآلاف الذين باتوا يرون هذه المنطقة من زاوية ثقافية مختلفة. معرض المجموعة الصغير في الفعاليات الذي يشرف على اثنين من المصورين الفوتوجرافيين هما سامر العوفي، وهاني أبو الجدايل، وبلوحاتهم ال16 المعروضة بين جدران مساحتهم المخصصة، تحول بين يوم وليلة إلى مزار ثقافي أكثر منه مزاراً فوتوجرافياً، فهنا تستطيع أن تشاهد روزنامة ثقافية عن الحالة التاريخية للمنطقة، والتطورات التي طرأت عليها منذ عقود. سامر العوفي الذي رافق "الوطن" في جولتها كان يحاول أن يعزز بصورة مباشرة جميع المكونات التي تجيب عن السؤال الأهم ماذا تعني المنطقة التاريخية بجدة؟ ويقول العوفي: "دلالات الصور المعروضة وإن كانت قليلة بحكم المساحة المحددة، إلا أنها استطاعت أن تنتقل من أجواء الدلالة الفوتوجرافية، إلى أن تكون دليلاً إرشادياً سياحياً من خلال الصور المعروضة، التي حرصنا على أن تكون شاملة لثقافة هذه المنطقة". حينما تتابع حساب المجموعة على الفيسبوك أو توتير أو حتى الإنستجرام تستطيع أن تلحظ الزخم الثقافي الكبير، الذي حققته هذه المجموعة من خلال هذه الفعاليات التي سمحت لها بنشر "الثقافة الفوتوغرافية"، عند جميع شرائح المجتمع، ما بين السكان المحليين أو حتى الأجانب الذين حرصوا على التركيز لكل صورة معروضة في مساحتهم الصغيرة. شملت صورهم الفن المعماري الحجازي في طريقة البناء، والعادات الرمضانية التي كان أهالي التاريخية يحرصون عليها، والزوايا التي كان الناس يؤدون فيها الصلوات، والأكلات والألعاب الشعبية، وغيرها من الموضوعات التي تناولها المعرض. الملفت في هذه المجموعة الفوتوجرافية الصغيرة" احنا كدا"، أنها جاءت فقط من أجل الحفاظ على هوية "المنطقة التاريخية" منذ أكثر من 3 سنوات تقريباً، وقام بتصوير كل حركة وسكون في التاريخية، حيث تجاوزت صورهم أكثر من 7 آلاف صورة تقريباً، وما زالوا يقومون بدورهم التطوعي في هذا المجال. المدهش في صور المجموعة بالفعاليات أنها لم تعرض للبيع إطلاقاً، بل إن أحد رجال الأعمال الذي يملك إحدى الفنادق في المنطقة المركزية بالبلد، ألح على شراء اللوح المعروضة جميعها لوضعها كإطار ثقافي تعريفي عن المنطقة للزائرين، خاصة الوفود الأجنبية التي تحب القرب والسكنى من المنطقة التاريخية، خاصة بعد تسجيلها كإرث عالمي في منظمة اليونسكو في العشرين من يونيو الماضي.