احتشد المئات من المعجبين بالفنان محمد عبده عند وصوله لافتتاح المعرض الفوتجرافي للفنانين: سامر العوفي، وهاني أبو الجدايل، في البهو الرئيس لمركز "رد سي مول" بجدة مساء أول من أمس. ووسط تدافع، اضطر أمن المركز إلى الإحاطة بالفنان والمرافقين له، ومن بينهم مدير عام فرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكةالمكرمة سعود الشيخي، مما حال دون وصول الإعلاميين إليه وإلى مرافقيه، إذ جال "فنان العرب" محاطا بدائرة مغلقة ب"أذرع" استعصت على الاختراق، على المعروضات من الصور الفوتوجرافية، ومن بينها صورة بورتريه له وأخرى للفنان محمد بخش. وعند مغادرته اضطر رجال الأمن إلى إحاطته وحده ودفعه بقوة للصعود إلى السلم المتحرك بينما هرول المعجبون لملاقاته في نهاية السلم، في تزاحم شديد شبانا وشابات اندفعوا كموجة كبيرة غير مكترثين بالأذى الذي تسببوا به لبعضهم البعض. وعند مغادرة الفنان ساحة العرض لم يتبق فيها سوى عدد من الإعلاميين الذين علت وجوههم الخيبة نتيجة عدم قدرتهم على الحديث مع الفنان وحتى مع الفنانين الفوتوجرافيين، وعلق كثيرون على الحدث بكلمة واحدة "فوضى" ما كانت لتحدث لو تنبه المشرفون على الحفل إلى أن حضور نجم بحجم فنان العرب في مكان عام لافتتاح معرض فني لن يعطي المعرض والفنانين أية ميزة إضافية، فقد "سرق الفنان" كل الأضواء من أصحاب الأعمال المعروضة، وبعد مغادرته ترك لهم المكان شبه فارغ إلا ممن جاؤوا فعلا لمشاهدة العرض. أما المصورون والإعلاميون فقد غادروا المكان فور مغادرة الفنان الموقع. وأجمع عدد من المتذوقين للفن أن مستوى المعرض كان "دون المتوسط " إذ لم يتميز بأية لقطات "غير عادية" باستثناء عدد قليل جدا، لعل أهمها للمصور سامي العوفي، التقطها ليلا لجلسة سمر بين بضعة رجال في جدة التاريخية، عبرت بشكل عميق عن إحساس مرهف بسلطة المكان وحضوره الرومانسي. عرض كل فنان منهم 25 لوحة علقت على حامل بحبل، وتدلت منه متأرجحة في الهواء، مما صعب على الجمهور تأملها دون أن يمسكها بيده، ولضيق المكان اضطر الفنانون إلى لصق كل صورتين على حامل واحد، إذ يضطر الراغب في المشاهدة إلى الإمساك بالعمل وقلبه على الوجه الآخر لرؤية الصورة الأخرى، وهو ما يعني أن منظمي المعرض لم يدركوا أن للعمل الفني ما لم يكن مفاهيميا خصوصية الثبات بهدف تأمله وإدراك محتواه وأبعاده الفنية.