فيما تبحث الجهات المختصة توفير "حضانات للأطفال" بالقرب من الحرم المكي الشريف لحل إشكالية الأطفال التائهين، وجهت إمارة منطقة مكةالمكرمة بتشكيل لجنة لبحث إنشاء موقع قريب من المسجد الحرام يعني بعلاج المرضى النفسيين ممن يهيمون بساحات الحرم والمنطقة المركزية. وقال قائد قوة أمن الحرم المكي الشريف اللواء يحيى الزهراني، ل"الوطن": "إن الجميع يسعى لراحة ضيوف الرحمن، لذلك ندرس فكرة إنشاء حضانات للأطفال بالقرب من الحرم، وهي فكرة ممتازة سجلت نجاحا في موسم الحج الماضي، بعد أن تبنتها امرأة سعودية تقطن في حي العزيزية، وقد نستعين بهذه الفكرة في الفترة المقبلة بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية". وأضاف أن "بعض الحجاج يضع أبناءه على الجسر المعلق، أو في الممرات حتى ينتهي من أداء عمرته فنقع في حرج معهم إن تركناهم نخشى عليهم من الدهس، وإن تم إبعادهم نبدأ بالبحث عن ذويهم"، مشيرا إلى أن عدد الأطفال التائهين يتراوح من 30 إلى 40 طفلا في الموسم الواحد، وتتزايد أعدادهم في الحرم. وأكد الزهراني أن أولياء الأمور الأفضل والآمن أن يؤمن الحجاج أطفالهم في أي موقع آخر قبل الحضور إلى الحرم، حرصاً على سلامة الأبناء من ناحية، وعدم إشغال المصلين، والحفاظ على خشوعهم من ناحية أخرى. إلى ذلك، برأ قائد قوة أمن الحرم المكي الشريف ساحة المعتل النفسي الذي اعتدى على أحد منسوبي قيادة أمن الحرم مؤخرا من المقاضاة والمطالبة، مقترحا على الجهات ذات الاختصاص بإنشاء مراكز صحية قريبة من المسجد الحرام، لانتشال المرضى الهائمين على وجوههم، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم، مشيرا إلى أن رجال الأمن المصاب بخير وصحة، ويتمتع بإجازة مرضية. وقال الزهراني: "ليس من المعقول أن نحاسب مريضاً نفسياً ومعتلا عقلياً لا يدرك تصرفاته، ولكن من واجبنا الإنساني قبل مهامنا الأمنية أن نسعى لتقديم كل العون له عبر الرعاية والاهتمام واحتواء حالته المرضية". وأوضح أن هناك توجيها من إمارة منطقة مكةالمكرمة بتشكيل لجنة برئاسة رئيس شؤون الحرمين الشريفين، ونائبه، وتتضمن كلاًّ من الجهات الأمنية، ووزارة الصحة والهلال الأحمر، لبحث إنشاء موقع قريب من المسجد الحرام يعني بعلاج المرضى النفسيين ممن يهيمون ليل نهار بساحات الحرم والمنطقة المركزية". وأكد اللواء الزهراني تزايد الحالات المرضية النفسية، حيث بلغت 99 عام 1433 ، وفي عام 1434 تجاوزت ال104، في العام الحالي اقتربت من ال120، حيث تحدث من بعضهم اعتداءات على رجال الأمن أو المعتمرين، ومنهم من يدعي النبوة، أو أنه المهدي المنتظر، وهؤلاء يتم القبض عليهم من قبل القوة الخاصة لأمن الحرم، ويسلمون لجهات الاختصاص"، مشيرا إلى أن مسؤولية الجهات الأمنية القبض عليهم فقط، وإن كانت هنالك أمور جنائية فذلك مسؤولية الجهات المعنية.