أكد قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام اللواء يحيى بن مساعد الزهراني، أن عدد حالات الأطفال التائهين التي يسجلها مكتب الأطفال التائهين بالمنطقة المركزية، تتراوح بين 25-40 حالة يومياً تزيد وتنقص بحسب كثافة المعتمرين؛ مبيناً أن من ضِمن مهام رجال القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام، المهام الإنسانية، إضافة إلى مهامهم الأمنية والتنظيمية، ومن أبرز تلك المهام الإنسانية المحافظة على الأشخاص التائهين ومساعدتهم للوصول إلى ذويهم؛ سواء كانوا أطفالاً أو كباراً في السن. وقال "الزهراني" ل"سبق": "بمجرد ملاحظة أي شخص تائه من قِبَل رجل الأمن يتم محاولة التوصل إلى ذويه فوراً؛ سواء عن طريق رقم الجوال أو عنوان سكنه إن وجد، وفي حالة تعذر الوصول إلى أي عنوان يرشد إلى ذويه، يقوم رجل الأمن باصطحاب التائه -إذا كان من كبار السن- إلى مكتب وزارة الحج، والتي بدورها تقوم بإيصاله إلى ذويه، أما إذا كان التائه طفلاً؛ فيُسَلّمه رجل الأمن إلى مكتب الأطفال التائهين بالمنطقة المركزية".
ولفت اللواء "الزهراني"، إلى أن أغلب حالات الأطفال التائهين يتم تسليمها في غضون دقائق، وأرجع السبب في ذلك -بعد فضل الله- إلى جهود رجال الأمن؛ فهناك تنسيق بين جميع العاملين في الميدان ومكتب التائهين، ويتم الإعلان مباشرة عبر أجهزة اللاسلكي عند وجود أي طفل تائه، ويتم تعميم مواصفاته، وفي حالة السؤال عنه يتم توجيه السائل لمكتب التائهين لاستلامه.
وأردف قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام، أن في أندر الحالات يبقى فيها الطفل التائه بالمكتب مدة زمنية لا تزيد عن 6 ساعات، وفي حالة تأخر ذوي الطفل عن استلامه يتم إرساله إلى مركز شرطة الحرم، وبدورهم يقومون بتحويله إلى دار الرعاية الاجتماعية، ويتم التواصل مع جميع الجهات الأمنية الأخرى، ويُعَدّ بلاغ رسمي يعمم على جميع المدن حتى يتم التوصل إلى ذويه.
وحول تمكين النساء من العمل بمركز الأطفال التائهين، قال اللواء يحيى الزهراني: "تَكَفّلت مؤسسة "هدية الحاج والمعتمر" لفترة مضت، بتوفير عناصر نسائية تربوية لرعاية الأطفال بمكتب التائهين"؛ مستدركاً أنه "عند الانتقال للمقر الحالي بمركز شركة مكة، كان من الصعوبة بمكان وجودهن؛ كون المكتب ذا مساحة محدودة ولا يتسع إلا للعناصر الرجالية العاملين لدينا؛ مؤكداً أن العاملين في مكتب التائهين يرتدون الزي المدني وليس الرسمي، ويتم اختيارهم بعناية فائقة؛ مراعاة للأطفال وحفاظاً عليهم؛ حيث يُؤَمّن للأطفال التائهين -أثناء تواجدهم بالمكتب- بعض الألعاب والمأكولات حتى حضور ذويهم"، واعداً بأنه في حال استلام موقع أكثر اتساعاً وملاءمة سيتم بمشيئة الله إعداد ترتيبات أكثر فعالية لاحتواء الأطفال التائهين.
وخلال جولة "سبق" الميدانية بساحات الحرم المكي الشريف، رصدت أحد رجال الأمن يحمل طفلاً ويحاول تهدئته؛ حيث أكد رجل الأمن أنه طفل تائه؛ مبيناً أنه يتجه به إلى مقر الأطفال التائهين بالدور الرابع بمركز شركة مكة المقابل للحرم المكي الشريف؛ حيث يشرف على الموقع قوة أمن المسجد الحرام، ومؤسسة "هدية الحاج والمعتمر".