في وقت استمرت فيه عمليات القوات المسلحة المصرية لضرب العناصر الإرهابية بسيناء، واصلت قوات الأمن أمس جهودها لإحباط محاولات جماعة الإخوان لفرض حالة من الفوضى على الشارع المصري في اليوم الثاني لذكرى عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي. وأغلقت قوات الجيش والشرطة أمس مداخل ميداني التحرير ورابعة العدوية، للتصدي لدعوات الجماعة للخروج بتظاهرات تخريبية، فيما شهد شارع الهرم الرئيسي صباح أمس حالة من الاستنفار الأمني، من قبل قوات الأمن المركزى، وذلك تحسبا لتظاهرات عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، حيث تقوم 3 عربات حاملة للجنود ومصفحتان لمكافحة الشغب، بعمل تمشيطات أمنية فى شوارع الهرم، تحسباً لأى تجمعات أو تظاهرات، كما شهدت محافظة الإسكندرية مسيرتين للإخوان محدودة العدد، رددت فيهما هتافات معادية للداخلية والنظام الحالي. وأعلنت وزارة الداخلية عن مقتل مجند شرطة وإصابة ضابطين ومجند بالإدارة العامة لمرور القاهرة في اشتباكات وقعت بين متظاهري الإخوان وقوات الأمن بالقرب من نقطة مرور عين حلوان، حيث قاموا بإشعال النيران في النقطة، مضيفة في بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه، أن "عددا من عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي ألقوا زجاجات مولوتوف على مبنى مغلق كان مخصصا لنقطة شرطة عين حلوان مما أدى إلى اشتعال النيران به، وتعاملت معهم قوات الشرطة وتمكنت من تفريقهم وألقى رجال الشرطة بالقاهرة القبض على 56 متهما ممن أشعلوا النيران في النقطة". من جهته، أكد مدير أمن الفيوم اللواء الشافعي حسن، مقتل ثلاثة من عناصر الإخوان بقرية حزين التابعة لمركز إبشواي، مشيراً إلى أنهم "لقوا حتفهم جراء انفجار وقع بورشة لتصنيع العبوات الناسفة يدويا والتي تستخدمها جماعة الإخوان الإرهابية في تنفيذ عملياتها الإرهابية". ومن جانبه، نفى مدير أمن بورسعيد اللواء محمد الشرقاوي، وقوع أي انفجارات أو دوى انفجارات أمام مبنى المخابرات بالمحافظة، مؤكدا أن الخبر عار تماما من الصحة وأن جميع أصوات التفجيرات التي شهدتها المحافظة عبارة عن "محدثات صوت ولا تزيد عن كونها محاولات صبيانية لبث الرعب". وفي محافظة سيناء، لقي 7 من أنصار بيت المقدس مصرعهم برصاص الجيش الثاني في الحملة الأمنية التي تم تنفيذها أمس في قرى جنوب رفح في شمال المحافظة. وقال الجيش: "إن الحملة التي تم تنفيذها أسفرت عن مصرع 7 من التكفيريين وذلك في إحدى قرى جنوب رفح، وأن إجمالي عدد من سقطوا جراء الحملة، والتي استنفرت على مدى 48 ساعة، بلغ 24 تكفيريا خلال تلك المهمة منهم 7 فجر الجمعة و17 في وقت متأخر من مساء الخميس، وأن الحملة قد أسفرت أيضا عن إحراق 22 عشة وتدمير 7 منازل و10 دراجات و6 سيارات أيضا، وأنها مستمرة لحين تطهير سيناء من الإرهاب تماماً".في غضون ذلك، حذر سياسيون من خطورة التسريبات التي يرسلها قيادات الجماعة من داخل السجون، والتي كان آخرها الرسالة التي تم تسريبها للدكتور محمد البلتاجي، من داخل القفص أثناء محاكمته، معتبرين أنها تحث على العنف. وقال كمال الهلباوي القيادي الإخواني المنشق: "إن مصر تشهد حاليا مرحلة المعارضة بالعنف دون التنافس والسلمية، والإخوان لا يريدون أن يأخذوا عبرة مما يدور حولهم في العالم وخاصة سوريا والعراق، وتسعى إلى خراب البلد وتدمير الوطن، لكن مصر تماسكت ولا تزال متماسكة و ستقضي على العنف والإرهاب، لكن الأمر يحتاج مزيدا من الوقت، قد يمتد لعام آخر، ويمكن أن نشهد خلاله بعض العمليات الإرهابية".وأشار ثروت الخرباوي، القيادي السابق في جماعة الإخوان إلى أن "الأزمات الكبيرة التي تمر بها جماعة الإخوان ترتب عليها تسرب عدد كبير من الأعضاء، وإصابة البعض الآخر بالإحباط، وأصبح القوام التنظيمي للجماعة لا يتعدى 25 ألف عضو، من لديهم الرغبة في الاستمرار واستعداد للسمع والطاعة، وبالتالي، فإنه في ظل استمرار معدل التسرب، لن تجد الجماعة في داخلها أعضاء يتحركون من أجلها، فأصبح لزاما عليها ترسل رسائل من فترة لأخرى لإحياء الأمل من جديد، وعلى مدى تاريخ الجماعة، لم يحدث أن تفشل الجماعة في الحشد بهذه الطريقة، وهذه الرسائل هدفها تثبيت أعضائها بالخارج، وتمنيهم بأمنيات وهمية". وقالت مايسة العشماوي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة "القادة" للتدريب والاستشارات: "إن ما تشهده مصر من تفجيرات، هدفه الأوحد عزل اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بعد النجاحات التي حققها ووزارته 30 يونيو 2013، وإحباطهم العديد من المخططات التي تستهدف إسقاط الدولة المصرية"، مضيفة أن "الإصرار من جانب جماعة الإخوان على التفجيرات يأتي للإيحاء بعجز الداخلية، وهو ما يؤكد نجاح إبراهيم في التضييق عليهم، لكن كل محاولاتهم لإحداث الفوضى وتأليب الشعب على قيادة البلاد مصيرها الفشل، ولن ينتج عنها سوى مزيد من العزل لهم ليس من جانب الحكومة والنظام، وإنما من قبل الشعب".