تعايشت مصر، طيلة الخميس الماضي ، مع أحداث عنف عديدة، نفذتها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وعناصرها التكفيرية، قتل وأصيب جراءها 27 شخصاً، نقلت فيها الجماعة إرهابها إلى مدينة الإسكندرية العاصمة الثانية للبلاد، التي شهدت تفجير قنبلة بقطار للركاب، أسفر عن مقتل طفل وإصابة 7 أشخاص، في تفجير عبوة ناسفة، بمحطة سيدي جابر الشهيرة.. إضافة تفجير قنبلة أخرى في مول تجاري بغرب الإسكندرية، دون إصابات، كما سرت أنباء أن مدير أمن المدينة، اللواء أمين عز الدين، نجا بأعجوبة من حادث تفجير قنبلة أخرى وضعت في حقيبة سوداء بجوار سور منزله، بحي زيزينيا الراقي. أما في القاهرة، فقد جرت مناوشات عنيفة بين الأمن والأهالي من جهة، وعناصر شغب إخوانية، في أحياء، مدينة نصر، التي حاولت عناصر إرهابية اقتحام قسم شرطتها، وكذا حي المطرية الشعبي، وحلوان وعين شمس.. وكذلك مناوشات أخرى، في محافظة المنيا بصعيد مصر. تفكيك قنابل بينما قالت مصادر أمنية ل(اليوم): إنه تم يوم أول أمس الخميس فقط، تفكيك 139 قنبلة ناسفة بجميع أنحاء البلاد، زرعتها العناصر الإرهابية لترويع المواطنين، كشف وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، اللواء فؤاد علام، عن إحباط القوى الأمنية، لمحاولات تفجير أكثر من 386 قنبلة يدوية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، معترفاً في ذات الوقت أن هناك بعض الأخطاء والقصور من أجهزة الأمن خلال الفترة الماضية في تعاملها مع قوى الإرهاب الغاشم، مشيراً إلى أن هذا لا يجعلنا ننكر أنه بعد الانتهاء من عام كامل من إعلان خريطة المستقبل فإن مصر تشهد تقدماً ونجاحات على كل المستويات خاصة في المجال الأمني. «توتر» حتى الصباح وسهرت مصر حتى الساعات الأولى من صباح امس، في حالة توتر، بعد تهديد جماعة «جماعة أنصار بيت المقدس» أحد الأذرع الإرهابية لجماعة الإخوان، والذي غيّر اسمه قبل أيام إلى ما سماه "الدولة الإسلامية"، بمواصلة التظاهرات التي تتزامن مع الذكرى الأولى لعزل الرئيس السابق محمد مرسي. ودعا في حسابه على موقع «تويتر»، في الساعات الأولى من صباح امس، إلى الوقوف أمام ما وصفه ب"الطغيان، وصد العدوان"، معترفاً بقيام عناصره بعدة تفجيرات في أماكن متفرقة.. محذراً بوجوب "إِخلاء عوام المسلمين" مما أسماها "أماكن القتال" وفق ما جاء بالصفحة. فشل وتعزيز ميدانياً، وبالتزامن مع دعوات تحالف الإخوان للخروج بتظاهرات عقب صلاة أول جمعة من رمضان، أمس، بعنوان "جمعة الغضب"، خلت الشوارع المصرية، تقريباً من أي تواجد لعناصر الإرهابية، عدا مسيرات متفرقة ومحدودة للغاية، ربما لا تتجاوز 20 شخصاً، خاصة في العمرانية بالجيزة، إضافة لإطلاق الأمن الغاز المسيل للدموع، لتشتيت عناصر إخوانية، حاولت إغلاق شارع الهرم/ وكذا تفكيك قنبلة بدائية، عثر عليها في مصنع الغزل والنسيج بكفر الدوار. وقام الأمن بتصعيد تعزيزاته، حيث أغلق مداخل ومخارج ميدان التحرير بقلب العاصمة، بالمصدات والأسلاك الشائكة، وكذا الأمر في ميدان نهضة مصر، قرب جامعة القاهرة، أما بمحيط ميدان رابعة (الذي يقدسه عناصر الإخوان) فقد شوهدت قوات الجيش والشرطة، وهي تحكم السيطرة عليه تماماً وتغلقه منذ ساعات الصباح الأولى بالمدرعات والأسلاك الشائكة، مع نشر تشكيلات مسلحة بمحيطه تحسباً لشغب وتخريب الجماعات الإرهابية، وتهديدهم باحتلاله، فيما تمركزت مدرعتا أمن مركزي بمنتصف شارع الطيران، وسيارتا أمن مركزي بالقرب من طيبة مول ومسجد رابعة. بروفة عنف وفي السياق، اعتبر الخبراء الأمنيون والمنشقون عن جماعة "الإخوان" الإرهابية أن التفجيرات والمظاهرات التي تقوم بها الجماعة، وميليشياتها، ما هي إلا "بروفة للعنف" الذي تزمع الجماعة تنفيذه، في ذكرى فض بؤرتي رابعة والنهضة، في 14 أغسطس المقبل، مؤكدين أنها محاولة يائسة لإقناع قواعدها أنها لا تزال قوية ومستمرة. وأكد خبراء في شؤون الحركات الإسلامية أن الجماعة تسعى إلى إثبات تواجدها وتختبر تأثيرها، إضافة إلى إجهاد رجال الأمن بمجموعة من المظاهرات والتفجيرات المتفرقة. قتلى ومصابون من جهتها، أعلنت وزارة الصحة المصرية، إصابة 24، ومقتل اثنين بينهم مجند، في اشتباكات الخميس بين قوى الأمن وعناصر الإرهاب. وقال الدكتور محمد سلطان رئيس قطاع الرعاية العاجلة والأسعاف بالوزارة: إن 9 أصيبوا في اشتباكات محافظة الفيوم، و4 في الاشتباكات التي وقعت أمام قسم شرطة أسوان، إضافة لمصاب في جسر السويس، ومصابان وقتيل، بالجيزة. وكشف سلطان، أن مجنداً لقي مصرعه، خلال إلقاء قنبلة مولوتوف على كمين بحلوان، وأصيب آخر وضابطان، في نفس الحادث. اعتقال وتصفية وبينما أعلن الأمن اعتقال 157 من عناصر الإخوان، في أحداث الخميس، كشف المتحدث العسكري المصري الجديد، العميد محمد سمير، عن تمكن عناصر تأمين قطاع شمال سيناء من مداهمة عدة بؤر إرهابية بالشيخ زويد ورفح، ما أسفر عن مصرع 17 تكفيرياً، والقبض على 3 آخرين بمنطقة الوفاق/ الشيخ زويد، وتدمير 4 عربات خاصة بالعناصر التكفيرية.