قبل انطلاق الثورة السورية لم يكن غالبية اللبنانيين يعرفون أن هناك قرية سورية اسمها «القلمون»، فعند اللبنانيين القلمون اسم لقرية تقع عند مدخل طرابلس في الشمال، وفي الأسابيع الأخيرة تناسى اللبنانيون «قلمونهم» ووجهوا الأنظار نحو الحدود الشرقية مع سورية، إذ تلاصق مدينة عرسال اللبنانية بلدة القلمون السورية ولا يفصل بينهما سوى مئات الأمتار فقط. معركة القلمون انطلقت؟ لم تنطلق؟! هو لسان حال اللبنانيين المدركين من دون أدنى شك أن معركة القلمون الموعودة والتي يروج لها إعلام النظام السوري وحزب الله ومن والاه منذ أشهر أنها ستكون عبر تداعياتها أمراً كارثياً على لبنان وأمنه. حزب الله الذي سيكون رأس حربة المعركة في القلمون تحضر جيداً للمواجهة خاصة على الصعيد الترويجي لها بين جمهوره، فكانت السيارة المفخخة المكتشفة بسحر ساحر في منطقة المعمورة في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث معقل الحزب قد تبين مصدرها وأبعادها أنها «داعش»، فرع القلمون وطريق العبور هي عرسال مع الإشارة إلى أن لا وجود لداعش في القلمون وهذا ما يعرفه كل المراسلين الميدانيين في سورية حتى أن جبهة النصرة وجودها ضعيف ورمزي هناك، فالمقاتلون في القلمون هم منشقون عن الجيش السوري النظامي من كافة قرى القلمون وتحديدا الزبداني إضافة إلى مقاتلي مدينة القصير الذين فروا منها إثر دخول حزب الله إليها. كما أن الحزب تحضر ميدانياً للمعركة عبر حشد الآلاف من مقاتليه على طول الحدود في مناطق الهرمل وبعلبك والقرى الحدودية وفقاً لشهود عيان والمرصد السوري. إلا أن الحزب وقيادته لم يتحضروا وطنياً للمعركة فكل الأفرقاء اللبنانيين من وسطيين ومناوئين ومجتمع مدني يتحدثون عن كارثة لبنانية إن وقعت معركة القلمون، كارثة لم تنتظر صواريخ الحزب ولا مقاتليه بل بدأت مجرد التلويح بالمعركة وأولى بشائرها عشرون ألف نازح جديد من القلمون إلى عرسال والبقاع مع توقع بنزوح عشرات الآلاف أيضاً عند بدء المعركة. مسؤول أمني لبناني كبير وفي جلسة خاصة قال «النازحون أزمة يمكن أن نجد لها حلاً، أما في حال نزح المقاتلون في القلمون باتجاه لبنان في حال اشتداد الضغط عليهم فكيف نحلها»؟!. كل المعلومات تشير إلى أن خمسة آلاف مقاتل سوري من الثوار في القلمون وحدها.. فهل يحتمل لبنان نزوحهم إليه؟!.. «القلمون» هي الكارثة المتوقعة في حال انطلاقة معركتها، لكن بين كل هذه الأقاويل هناك من يقول إن القلمون ستقلم أظافر البعض فمن هو هذا البعض؟!