ألقى ختام اللقاء الثاني لأمناء المكتبات العامة الذي استضافته جدة أخيرا، بظلاله على مستقبل "المكتبات الرقمية" في المملكة وتأثير مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير المكتبات، في تسريع خطوات الانتقال للمكتبات العصرية. ورأى خبير المعلوماتية الدكتور عباس طاشكندي، أن هناك تطلعات كبيرة لدى المتخصصين في المعلوماتية بعد، أن تغير مفهوم المكتبات التقليدي، في ظل ثورة الاتصالات والمعلوماتية، وتزداد هذه التطلعات، مع تأكيد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان على أن الوزارة ستنفذ مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير المكتبات قريباً، وبحد أقصى نهاية العام المقبل، مشيراً إلى إعادة تهيئة 12 مكتبة لتكون على مستوى المكتبات العامة العالمية، والسعي بجدية لإنجاح مشروعات المكتبات، خاصة مشروع (المكتبة الرقمية). لافتا إلى سعي الوزارة لزيادة عدد الكتب المتاحة عبر المكتبات العامة والأجهزة الذكية، إلى 100 ألف كتاب. وفي بريدة أكد نائب أمير منطقة القصيم الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أن مكتبته الرقمية أول مكتبة رقمية تحمل ترخيصاً رسمياً من وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية. وأرجع تأسيس المكتبة، إلى أن الفضاء المعلوماتي الفسيح أصبح يزخر بالغث والثمين من المعلومات العلمية أو المقالات والأخبار والتغريدات وغيرها ولكن تبقى المصداقية المعلوماتية هي الأصل والمحك. وشدد صاحب المكتبة التي وافقت أمس الذكرى الثالثة على انطلاقها، على أن كثيراً من بعض أبناء هذا الجيل الجديد لم يعد تلفت انتباهه الكتب ذات المصادر الرزينة والمعلومة الموثقة بل بات ينحو إلى المعلومة ذات الإثارة الإعلامية لأن الكل في عالم وسائل التواصل الاجتماعي أصبح يملك حريته ووسيلته الإعلامية لكي يعبر عما في نفسه، ولكن تبقى المصداقية هي الأساس والمحك في الطرح، لذلك جاءت فكرة هذه المكتبة الرقمية التي تحتوي على كم هائل من المراجع العلمية والتاريخية والبحوث والدراسات والأخبار العلمية والمنوعة لكي تسهم في الطرح المعلوماتي الرزين في منظومة الإعلام الحديث. ووفقاً للإحصائيات الرسمية للمكتبة الرقمية، وفي مؤشرات إيجابية، نجحت المكتبة في جذب قرابة 400 ألف زائر لموقعها الإلكتروني الذي يضم 2153 كتاباً، فيما بلغ عدد مرات تنزيل الكتب قرابة 600 ألف مرة، كما بلغت أعداد استعراض الكتب إلى نصف مليون مرة، وعدد التصانيف في المكتبة وصل ل133 تصنيفاً بالإضافة ل951 مؤلفاً. ويعبر الأمير فيصل عن سروره بما حققته المكتبة طيلة السنوات الثلاث الماضية، لافتاً إلى أنه يطمح للمزيد في سبيل خدمة الطلاب والباحثين وطلبة العلم في كافة أنحاء المعمورة، مشدداً على أن المكتبة ستواصل تحقيق تطلعات زوارها بنشر كل ما يخدم ديننا ووطننا ومجتمعنا بشكل عام. وأضاف: منذ ثلاث سنوات تم تدشين موقع هذه المكتبة الرقمية على الشبكة العنكبوتية العالميةhttp://dr-faisal- library.pub.sa/index.php واليوم نشعر أننا حققنا نجاحا يدفعنا لمزيد من العطاء في سبيل خدمة المعرفة. على صعيد آخر وفي سياق متصل، يجري العمل حالياً على تطوير المكتبة الصوتية بمكتبة الحرم المكي الشريف، وتحويلها إلى رقمية، لاستيعاب أشرطة الكاسيت التي تحوي تلاوات ودروسا وخطب الحرمين الشريفين، وتيسيرها كنظام رقمي على الشبكة العالمية للمعلومات، للمطالعين والباحثين وطلاب العلم لتصل إلى أكبر فئة مستهدفة، بحسب مدير مكتبة الحرم المكي الشريف أمين مركز البحث العلمي الدكتور فهد بن جبير السفياني، الذي أوضح أن هذه الخطوة تأتي للاستفادة من التقنية الحديثة فيما يعود بالنفع والفائدة والتطوير على سير العمل والخدمات المقدمة لرواد الحرمين الشريفين بمتابعة من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.