بعد ثلاث مباريات، أثبت ليونيل ميسي أنه يسير على الدرب الصحيح، ذاك الذي يقوده إلى الشباك: فالنجم الأرجنتيني سجل 4 أهداف في دور المجموعات، ليؤهل بمجهوده الخاص منتخب بلاده إلى الدور الثاني من مونديال البرازيل لكرة القدم. النجم يعود لمداره "ميسي آت من كوكب عطارد، إنه مختلف"، بهذه الكلمات علق مدرب نيجيريا ستيفان كيشي على خسارة منتخب بلاده أمام الأرجنتين في أول من أمس 2/ 3، سجل منها ميسي ثنائية مذهلة. وبعدما كان صاحب هدف الفوز في مواجهة البوسنة (2/1) وإيران (1/صفر)، كسر ميسي اللعنة التي حجبت نجوميته عن كأس العالم، بعد هدف يتيم في 2006 وعقم تهديفي في 2010. واللافت أداؤه الذي يشهد تطورا ملحوظا بعد سلسلة إصابات، حيث إن انقطاعه عن اللعب لشهرين بين نوفمبر 2013 ويناير الماضي سمح له بإجراء تحضيرات أساسية، يبدو أنها تأتي بثمارها في البرازيل: فهو بأربعة أهداف من ثلاث مباريات، يتقاسم صدارة الهدافين في المونديال مع زميله في النادي الكاتالوني، البرازيلي نيمار. حالة استثنائية من غير المحبذ الاعتماد على مجهود لاعب واحد في كرة القدم، خشية تعرضه للتضييق والضغوط من قبل الفريق الخصم. إنما حالة الأرجنتين قد تشكل استثناء: فميسي يشرك زملاءه في اللعب، وهو يخلق لهم مساحات للتحرك بمجرد اجتذاب لاعبي الفريق المنافس إليه. وهو يمد فريقه بالثقة بعد معاناة منذ بداية المونديال خصوصا عند خط الدفاع. وكانت المباراة مع نيجيريا عكست عودة اللمحات الجماعية لفريق "البي سيليستي" بعد مبارتين بطيئتين. وهو ما أكده ميسي حين قال "أعتقد أننا رأينا الأرجنتين أفضل". ثقة الجمهور يعرف ميسي جيدا حجم الأداء الذي يقدمه قبل المواجهة المرتقبة مع سويسرا في الدور الثاني الثلاثاء المقبل، وهو ليس بعيدا سوى 4 خطوات من اللقب العالمي الذي سيجعل منه دون أدنى شك أفضل مهاجم في عصره. وبات النجم الأرجنتيني اليوم أقرب إلى جمهور بلاده، الذي طالما شكك بارتباطه أكثر مع البرشا على حساب المنتخب. وصحيح أن نجومية ميسي في المنتخب تطلبت بعض الوقت، إلا أن مردوده كان مثمرا للغاية. فهو تخطى الأسطورة مارادونا في عدد الأهداف (42 حتى اليوم)، ويأمل عن 27 عاما بتخطي رقم جابريال باتيستوتا أيضا (56 هدفا).