بعد صمت فرضه رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا على نفسه، خرج منتقدا تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخيرة، والتي قال إنها "تضع الثوار أمام تحد جديد". وكان أوباما قال منذ أيام في تصريحات تلفزيونية إن الحديث عن معارضة معتدلة قادرة على هزيمة الأسد غير واقعي وخيال سياسي لا يمكن تحقيقه. وأوضح أوباما أن إدارته "استهلكت وقتا كبيرا في العمل مع المعارضة السورية المعتدلة"، ولكن وجود معارضة مثل هذه قادرة على الإطاحة ببشار يبدو الأمر غير واقعي و"فانتازيا". واعتبر الجربا هذه التصريحات تأكيدا على أنه يجب على الائتلاف والثوار أن ينظموا أنفسهم بشكل أكبر ومكثف. وكان الائتلاف قد وصف سابقا على لسان المتحدث باسمه، تصريحات أوباما أنها تعبر عن "موقف سلبي"، وتشكل تغطيةً لعجز إدارته عن منع تدهور الوضع السياسي والإنساني في الشرق الأوسط.ويعد تصريح أوباما بمثابة نعي لأي وعود سبق أن أطلقت بشأن تسليح "المعارضة المعتدلة"، كما يؤكد على سياسة الرئيس الأميركي الانكفائية، لاسيما تجاه سورية، حتى ولو كان ثمن ذلك "الفراغ" الذي سيؤدي إلى فوضى عارمة، بشكل أو بآخر. إلى ذلك، وعلى صعيد ميداني، تتواصل المعارك بين جبهة النصرة وتنظيم "داعش" أمس، في ريف دير الزور في شرق سورية، على الرغم من المبايعة التي قام بها مقاتلو فصيل من الجبهة ل"داعش" في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بريد إلكتروني "تشهد مناطق في بلدة البصيرة (في محافظة دير الزور) التي تسيطر عليها "داعش" قصفا من جبهة النصرة بقذائف الهاون"، مشيرا إلى معارك بين مقاتلي جبهة النصرة وكتائب أخرى في المعارضة السورية من طرف و" داعش" من طرف آخر في المنطقة الواقعة بين كوع العتال وقرية الطكيحي التي سيطرت عليها الدولة الإسلامية أخيرا مع ثلاث قرى أخرى هي الحريجي والضمان وماشخ في دير الزور. في المقابل، وفي منطقة أخرى من دير الزور، تستمر مفاعيل المبايعة التي أعلنها أول من أمس مقاتلو جبهة النصرة في البوكمال ل"داعش"، على الرغم من اعتراض الفصائل المنضوية تحت لواء الجيش الحر في المدينة على المبايعة، وتحذيرها من دخول التنظيم إلى المدينة. وقال الخبير الفرنسي في الحركات الجهادية رومان كاييه، إن أعضاء جبهة النصرة الذين يرفضون الولاء لتنظيم "داعش" غادروا المدينة، مشيرا إلى أن ما حصل هو بمثابة "انشقاق عن النصرة لصالح الدولة الإسلامية". وأضاف أن هذا الانشقاق يعود إلى "قوة التنظيم، والخشية التي تثيرها، وتنامي نفوذه في الأوساط الجهادية، لا سيما بعد تقدمه الأخير في العراق". وأوضح أن هذه المبايعة لا تزال تقتصر على البوكمال، بينما المعارك مستمرة في مناطق أخرى.