شرعت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالتحقيق في ملف "كليات التميز"، التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. وأبلغت "الوطن" مصادر مطلعة، أن عددا من منسوبي المؤسسة تقدموا بطلب لهيئة مكافحة الفساد؛ لأجل التحقيق في الشبهات التي رصدوها، مبينة أنهم التقوا رئيس الهيئة محمد الشريف، وسلموه ملفا متكاملا يحوي كل التهم والملاحظات التي تحوم حول مشروع كليات التميز. ومن أبرز الملاحظات التي تضمنها الملف المسلم ل"نزاهة"، شبهة حول العقود المبرمة بين المؤسسة وكليات عالمية، بعضها ليس له وجود، والبعض الآخر ليس بذي جدوى تستحق من أجله كل المبالغ الضخمة المصروفة عليها. وتضمن الملف تساؤلات فحواها، أن منصب المدير التنفيذي لكليات التميز، شغله أحد منسوبي المؤسسة بعد تقاعده ب10 أيام، الأمر الذي وصفه المشتكون بأنه مخطط له. علمت "الوطن" من مصادر مطلعة أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة"، استقبلت قبل قرابة الشهر عددا من منسوبي المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، إذ التقوا برئيس الهيئة محمد الشريف، حاملين معهم ملفا متخما ب"التهم" والملاحظات التي رصدوها على مشروع "كليات التميز". وأشارت المصادر إلى أن رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة"، استمع لحديث المنسوبين وملاحظاتهم، حول فكرة إنشاء "كليات التميز"، بالإضافة إلى أنهم ذكروا في حديثهم للشريف أن هناك عقودا أبرمتها المؤسسة مع كليات عالمية ليس لها وجود، أو ليست بذات الجودة التي تستحق تلك المبالغ الضخمة. وتضمن الملف المقدم، تساؤلات فحواها، أن منصب المدير التنفيذي لكليات التميز، شغله أحد منسوبي المؤسسة بعد تقاعده ب10 أيام، الأمر الذي وصفه المنسوبون بأنه مخطط له، مبررين الاتهام بالتخطيط، أنه كان ممكناً أن يكون في منصبه بالمؤسسة ويكلف بإدارة الكليات، إن كان لا يوجد شخص ذو كفاءة سواه. وقالت المصادر إن "نزاهة" تعمل في الوقت الحالي على التحقق من كل ما تضمنه ذلك الملف من اتهامات موجهة لقيادات المؤسسة، والمرفق بداخله قصاصات لاعترافات نشرت في "الوطن" قبل عدة أشهر على لسان أحد قدامى المسؤولين في المؤسسة قبل تقاعده وهو الدكتور فهد الدهيش، الذي ذكر في حديثه للصحيفة آنذاك "أن الكليات تدار من قبل مفلسين". وقد سجل المنسوبون بعد انتهاء لقائهم برئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة"، بلاغا بما قدموه من شكوى وملاحظات تجاه "كليات التميز"، لمتابعة مجريات التحقق التي تقوم بها "نزاهة"، للبحث عن حقائق الاتهامات التي وجهها منسوبو المؤسسة، للقياديين فيها، وسيناريو نشأة "كليات التميز"، الذي وصفوه بالمخطط، مبينين أن أحد مديري الكليات من الجنسية البريطانية قد سرق نحو 3 ملايين ريال من إحدى الكليات وفر بها إلى خارج البلاد، وأن هذا السلوك لم يتجرأ الأجنبي لفعله إلا لسوء الإدارة وعدم وضوح العقود بين الأطراف.