قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، إنه يجب على إيران أن تتخلى عن مطالبها بامتلاك آلاف من أجهزة الطرد المركزي، التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم، إذا كانت تريد التوصل إلى اتفاق دائم مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي. وفي تأكيد للهوة الكبيرة في المواقف التفاوضية قال فابيوس لمحطة الإذاعة الفرنسية، إنه يجب ألا تملك إيران سوى بضع مئات من أجهزة الطرد المركزي التي تعمل بسرعة تفوق سرعة الصوت لزيادة تركيز النظائر الانشطارية. وأضاف "من حيث الجوهر نحن نبحث هذه المسألة وهي بالتأكيد خطيرة. موقفنا هو أنه يمكن للإيرانيين امتلاك طاقة نووية مدنية أما القنبلة فلا؛ لأن ذلك ستكون له عواقب مأساوية على المنطقة بأسرها. أحرزنا تقدما فيما يتعلق بعدد من النقاط الفنية المعينة. على سبيل المثال، كان هناك أو مازال مفاعل مقلق للغاية في أراك يقال إنه ينتج البلوتونيوم. ونحن نرى إذا وجدت الإرادة المطلوبة كيف يمكن تحويل مفاعل البلوتونيوم هذا بحيث لا ينتج قنبلة ذرية. ومازلنا نصطدم بحائط بشأن نقطة جوهرية للغاية وهي عدد أجهزة الطرد المركزي". وقال فابيوس: "نقول لبعضنا البعض أن بإمكانهم امتلاك بضع مئات من أجهزة الطرد المركزي، والإيرانيون في هذه اللحظة في وضع يقولون فيه إنهم يريدون مئات الألوف. لذلك فأفكارنا متباعدة تماما. ومن الواضح أنهم إذا أصروا على موقفهم، فلا حاجة لمئات الألوف من أجهزة الطرد المركزي إذا كانوا لا يريدون تطوير قنبلة ذرية". وقال فابيوس: "السؤال الذي يتعين أن يطرح في الأسابيع المقبلة هو ما إذا كان الإيرانيون حقيقة يقبلون التخلي عن القنبلة الذرية. نأمل أن يفعلوا ذلك بالطبع، وليس نحن الفرنسيين فقط لأننا الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا متفقون على هذه النقطة. لكن من الواضح أنه يتعين على الإيرانيين أن يقبلوا نبذ السلاح النووي والهدف من هذه المحادثات هو اختبارهم". وتملك إيران الآن نحو 19 ألف جهاز طرد مركزي يعمل نصفها تقريبا. ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون فرنسيون مع مفاوضين إيرانيين اليوم في جنيف قبل اجتماع القوى الست لتقييم استراتيجيتها قبيل الجولة التالية من المفوضات الرسمية مع إيران التي ستبدأ في فيينا يوم 16 يونيو الجاري. ويجري مسؤولون أميركيون وإيرانيون محادثات في جنيف؛ لبحث سبل كسر الجمود الذي أثار احتمال أن يمر موعد نهائي في 20 يوليو المقبل دون التوصل إلى اتفاق.