أظهر تقرير تفتيش للأمم المتحدة أن إيران أوقفت توسعا سريعا سابقا في قدرتها على تخصيب اليورانيوم منذ تولي حسن روحاني الرئاسة في دفعة محتملة للدبلوماسية الهادفة لإنهاء النزاع بشأن برنامج ايران النووي. وفي كشف آخر قد يعتبره الغرب ايجابيا قال التقرير الفصلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية انه لم تضف مكونات رئيسية أخرى الى مفاعل محتمل لانتاج البولوتونيوم. والتباطؤ الملحوظ في نمو النشاط الإيراني ذي الاستخدام المحتمل في تطوير قنابل نووية قد يكون هادفا الى دعم التحول المثير في اللهجة من روحاني تجاه الغرب بعد سنوات من المواجهة المتزايدة وتعزيز موقف ايران في المفاوضات مع القوى العالمية التي من المقرر استئنافها الأربعاء المقبل. وقال دبلوماسي كبير ان ايران اوقفت تعزيز قدرتها على تخصيب اليورانيوم "حين تغير فريقهم" مشيرا الى روحاني وحكومته. وقال التقرير إن ايران ما زالت مستمرة في أكثر أنشطتها النووية حساسية وهو تخصيب اليورانيوم إلى درجة تركيز انشطاري قدرها 20 في المائة. من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أنا غير مقتنع بالتقارير التي نسمعها عن أن ايران لم توسع منشآتها النووية. لديهم منشآت كافية واجهزة طرد مركزي كافية لتطوير واكمال المادة الانشطارية ذات الأهمية المحورية لقنبلة نووية". ومفاعل أراك الذي قالت ايران في السابق انها ستبدأ تشغيله في الربع الأول من عام 2014 لكنها اجلت ذلك لاحقا يثير قلقا كبيرا لدى القوى الغربية اذ يمكن ان ينتج بلوتونيوم صالحاً للاستخدام في صنع اسلحة عقب تشغيله. وقالت فرنسا أثناء المحادثات بين ايران والقوى العالمية في جنيف الأسبوع الماضي انه يجب على طهران ان توقف بناء مفاعل أراك. وقال الدبلوماسي الكبير المطلع على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران "جمدت تقريبا" بناء مفاعل الماء الثقيل. وأوضح أنه لا يعتقد أن المفاعل سيصبح جاهزا للتشغيل في أي وقت قريب. وقال "المفاعل يفتقر إلى مكونات رئيسية". وصدر التقرير الفصلي للوكالة الذرية الذي يخضع لتدقيق من الحكومات الغربية حالياً في نفس الأسبوع الذي وافقت فيه إيران على منح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإذن لزيارة منشأتين متصلتين بالبرنامج النووي في إطار اتفاق للتعاون لحل المسائل العالقة بين الجانبين. وقال كليف كوبتشان من مجموعة أوراسيا لاستشارات المخاطر "اتخذت ايران الآن خطوتين من جانب واحد لتظهر أنها تريد التوصل إلى اتفاق فقد اوقفت توسيع برنامجها النووي وبدأت تقديم مزيد من الشفافية". وأظهر التقرير أيضا ان مخزون ايران من اليورانيوم المخصب لدرجة أعلى ارتفع حوالي خمسة في المئة فقط الى 196 كيلوجراما منذ أغسطس فيما يرجع أساسا إلى توقف مؤقت في تحويل المادة الى وقود مفاعل. لكن كمية غاز اليورانيوم المخصب الى درجة تركيز انشطاري تبلغ 20 في المئة ما زالت اقل من مستوى 250 كيلوجراما تقريبا اللازم لصنع قنبلة اذا خصب لدرجة أعلى وهي كمية اعتبرتها اسرائيل "خطا احمر" قد يتسبب في عمل عسكري ضد الجمهورية الاسلامية. ويثير تخصيب ايران اليورانيوم الى درجة أعلى الجدل اذ يجعلها على بعد خطوة فنية قصيرة نسبيا من الوصول لمستوى التخصيب 90 في المئة اللازم لانتاج رأس حربي. وتقول ايران انها تحتاج المادة كوقود لمفاعل ابحاث طبية.وتنفي ايران الاتهامات الاسرائيلية والغربية بأنها تسعى لامتلاك قدرة على انتاج اسلحة نووية وتقول انها تخصب اليورانيوم لأغراض سلمية فقط. لكن رفضها حتى الآن كبح برنامجها النووي أو فتحه امام خبراء وكالة الطاقة الذرية للقيام بعمليات تفتيش غير مقيدة تسبب في عقوبات صارمة الحقت ضررا بالغا بالاقتصاد المعتمد على النفط في الدولة العضو في اوبك. وقالت الوكالة الذرية ان ايران ركبت اربعة فقط من اجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول في محطة نطنز منذ أغسطس ليصل الاجمالي الى 15240 جهازا. وفي فترة الشهور الثلاثة السابقة من مايو الى أغسطس ركّبت ايران 1800 جهاز اضافي. وليست كل أجهزة الطرد المركزي المركبة تعمل. وقال التقرير الصادر عن الوكالة التي يوجد مقرها في فيينا إن ايران لم تركب اي اجهزة طرد مركزي متطورة أخرى.