قضى وزير الخارجية الأميركية جون كيري 4 ساعات في بيروت أمس، قبل أن يغادرها إلى باريس ليلا، حيث أجرى محادثات مع رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والتقى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، وعقد اجتماعات مع منظمات غير حكومية بشأن ملف اللاجئين السوريين وشخصيات من 14 آذار. ومن أكثر ما لفت الأنظار في الزيارة، أنها تمت في غياب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الموجود في الصين، إذ لم يجر المسؤولون في الخارجية الأميركية تنسيقا مع الوزير المذكور، بل تم الإعداد للزيارة بشكل سري، كما اتخذت الإجراءات والترتيبات الأمنية لذلك من دون الإعلان عنها أو تداولها عبر المسؤولين المعنيين. حيث كان في استقبال الوزير الأميركي سفير بلاده دافيد هيل وأركان السفارة، وسط تدابير أمنية مشددة، وتعتيم إعلامي على موعد الوصول. وكان واضحا أن زيارة كيري حملت دعما أميركيا للبنان في هذه الفترة الصعبة، وكانت مناسبة لحض السياسيين على انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن. كما تم البحث في موضوع اللاجئين السوريين وكيفية التعامل مع هذا الموضوع الذي يزيد من الأزمات اللبنانية وتداعيات وتأثيرات نتائج الانتخابات السورية على لبنان. وأشارت مصادر متابعة إلى أن كيري دعا جميع من التقى بهم إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن، وعدم إطالة أمد الفراغ. من جانبه، وصف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الانتخابات السورية بأنها "مسرحية هزلية تقام على دماء وأشلاء وجثث السوريين"، معبّرا عن أسفه لسماح الحكومة اللبنانية بإقامة "جوانب من هذه المسرحية في لبنان". مشيراً إلى أن إقامة الانتخابات تأتي في ظل تشريد نصف الشعب السوري إلى خارج بلاده، إضافة إلى مقتل 165 ألف سوري. وفي السياق ذاته قال عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجرّاح إن ما شهدته لبنان خلال انتخابات النظام السوري مهزلة جديدة، مشيراً إلى أنها افتقرت إلى المعايير الدولية المتعارف عليها كافة، حيث شابتها أعمال عنف وإكراه وتهديد. وقال "المشهد الذي شهدناه هو عبارة عن مهزلة كبيرة، وانتخاب سفاح دمشق مسرحية لا تُضيف لشرعية نظامه شيئاً، فالتهديد والوعيد والضغوط التي تعرض لها اللاجئون السوريون في لبنان كانت كبيرة جدا، ولكن هذا كله لا يعني شيئاً، فالعالم أجمع على أن هذه الانتخابات مهزلة وسيبقى هذا النظام قاتلا ومجرما وسيسقط مهما طال الزمن".