في إشارة لتعاظم القلق الخليجي من التطورات الحاصلة في المنطقة وتحديدا في الأقطار العربية، خرج وزراء خارجية الدول الست الذين عقدوا اجتماعا في الرياض أمس، ببيان من 19 بندا، سيطرت غالبيتها على التطورات السياسية، فيما تم تخصيص أول 3 بنود فقط للموضوعات الاقتصادية والإنسانية ومكافحة الإرهاب. وحضرت كل من العلاقات مع إيران، والأزمة السورية، والوضع في العراق، والتطورات الليبية، والشأن المصري، والقضية الفلسطينية، والأوضاع في اليمن، على طاولة اجتماعات وزراء خارجية دول مجلس التعاون، الذي غاب عنه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، ورأس وفد الرياض نيابة عنه الأمير عبد العزيز بن عبد الله. وغاب ملف الخلاف مع قطر، على الأقل، من الناحية الإعلامية، فيما سيطرت الدبلوماسية على كل الإجابات الواردة من المسؤولين الخليجيين، حول هذا الملف، فيما أكد وزير خارجية الكويت صباح خالد الحمد الصباح في مؤتمر صحفي، أن دول المجلس قادرة على استيعاب أي أمر طارئ وتجاوز الشوائب، في إشارة للموضوع القطري. وردا على سؤال ل"الوطن" حول الإشارات التي بنت عليها دول الخليج لغة الارتياح في بيانها الأخير حول الموضوع القطري، أجاب الصباح على ذلك بلغة دبلوماسية، قائلا "البيان كان يعبر عن نفسه وفق الآلية المتفق عليها.. البيان يعكس ما تم في الاجتماع". وحضر الملف الإيراني بقوة في اجتماعات وزراء خارجية الخليج عبر 4 بنود. وفيما جدد الوزراء على مواقف دولهم الثابتة والرافضة لاستمرار إيران باحتلال الجزر الإماراتية الثلاث، اعتبروا أن أية قرارات أو ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث باطلة ولاغية، ولا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث. وفي موضوع العلاقة مع طهران، أكد المجلس الوزاري مجددا على أهمية علاقات التعاون بين دول المجلس وإيران على أسس احترام سيادة دول المنطقة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس، ومبادئ حسن الجوار، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها. وحول مفاوضات إيران مع مجموعة (5+1)، أمل وزراء خارجية التعاون في أن تثمر تلك المفاوضات عن حل نهائي لهذا البرنامج، مع ضمان عدم تحوله في أي مرحلة من مراحله إلى الاستخدام العسكري. وفي رده على تصريحات وزير خارجية إيران جواد ظريف حول عدم مقدرته على زيارة السعودية لتزامن موعد الزيارة مع اجتماعات بلاده بالقوى العظمى، قال وزير خارجية الكويت لقد أبلغنا الوزير بصعوبة تغيير مواعيد 7 مسؤولين سيشاركون في اجتماعات الملف النووي، وهذا هو سبب عدم مقدرته على الإتيان إلى السعودية والمشاركة في اجتماعات وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي ستنعقد في جدة. وأكد صباح خالد الحمد الصباح، أن موضوع الاتحاد الخليجي موجود على جدول أعمال مجلس التعاون، والملف لا يزال في طور المشاورات. وأعلن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماعاتهم، عن تعيين مبعوث خليجي خاص للموضوع اليمني، مؤكدين دعمهم لكل الخطوات والإجراءات والقرارات التي اتخذها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل وصياغة دستور جديد، وكذلك الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار. وفي الموضوع السوري، أكد وزراء خارجية الخليج على ضرورة إحالة مرتكبي جرائم الحرب ضد الشعب السوري إلى محكمة الجنايات الدولية، معبرين عن أسفهم لاستخدام روسيا والصين ل"الفيتو" ضد مشروع قرار مجلس الأمن، وشدد الوزراء على ضرورة إلزام نظام الأسد بإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري المحاصر، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم (2139)، فيما اعتبروا إعلان نظام الأسد إجراء انتخابات رئاسية وترشيح بشار الأسد، تقويضاً للجهود العربية والدولية لحل الأزمة السورية سلمياً. ولم يفت وزراء خارجية التعاون الترحيب باتفاق المصالحة الفلسطينية، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، مؤكدين وقوف دول المجلس ودعمها للشعب الفلسطيني في كل ما من شأنه توحيد الصف وتحقيق كافة حقوقه المشروعة. وفيما دعا وزراء خارجية الخليج الأطراف الليبية لضبط النفس وتبني مصالحة وطنية بما يحافظ على وحدة التراب الليبي، أملوا أن تسفر نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية عن عملية سياسية وطنية شاملة، تشارك فيها جميع أطياف ومكونات الشعب العراقي دون إقصاء وتهميش. وأكد وزراء خارجية الخليج دعمهم لمصر وترحيبهم بإتمام الانتخابات الرئاسية، وثقتهم بعبور مصر إلى مستقبل واعد.