قرار خاطئ من شخص قد يكلف أنديتنا الكثير، وهذا ما حدث بالضبط لنادي الدرعية "درجة أولى"، حيث أهدرت جرة قلم حلم أبناء النادي، فالمنشأة التي أقرتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب لخدمة أبناء النادي خلال الموسم الحالي، أصبح مصيرها في مهب الريح، بسبب أحد المستثمرين الذي رفض الخروج إلا بعد انتهاء عقده مع النادي في 2021. وتعود تفاصيل القضية إلى أنه في عام 2006 استثمرت الإدارة برئاسة منصور المساعد أرضا ممنوحة للنادي من رعاية الشباب مساحهتا (53 ألف م2) بعقد مع أحد المستثمرين بثمن بخس يقدر ب50 ألف ريال فقط، حيث أنشأ عليها مشروع ملاعب رياضية، وبعد عدة سنوات مرت على النادي أصابت النادي ضائقة مالية فطلبوا من المستثمر تقديم الإيجار لهم فوافق شرط تمديد العقد لمدة 5 سنوات أخرى، وهو ما وافقت عليه الإدارة، ليصبح إجمالي سنوات العقد 15 سنة، بدلا من 10 سنوات. منشأة للنادي وأقرت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في السنة الحالية منشأة رياضية متكاملة لنادي الدرعية على ذات الأرض التي تم تأجيرها للمستثمر، ما أوقع إدارة النادي الحالية في حرج، فالمستثمر رفض الخروج نهائيا رافضا كل الوساطات والحلول، مطالبا بتعويض يقارب ال20 مليون ريال، في حين رعاية الشباب قد توجه المنشأة لناد آخر لأنها أقرت مع ميزانية العام الحالي لرعاية الشباب. "آخر من يعلم" رغم أن الأرض من أملاك رعاية الشباب، إلا أنها لم تعلم عن استثمار الأرض ولم توقع على أي ورق بخصوص الاستثمار نهائيا، حيث كان الاتفاق بين النادي والمستثمر دون علم رعاية الشباب نهائيا، وهو الأمر الذي قد يعقد الأمور، ويجعلها تصل إلى المحاكم الشرعية، فالمالك الأساس للأرض لا يعلم عن استثمارها نهائيا وهو الأمر الذي قد يحمل الخطأ بالكامل لإدارة النادي السابقة. "تدخلات" وتوجهت إدارة النادي إلى محافظ الدرعية الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود الذي أبدى اهتماما كبيرا بحل مشكلة النادي مع المستثمر، وعقد عدة اجتماعات مع مسؤولي النادي في محاولة لحل الأمر وديا، لكن كل الأمور كانت تصطدم بعائق المستثمر الذي يطالب بخسائره كاملة، وهي خسائر لا تستطيع إدارة النادي تحملها. ويواصل المحافظ جهوده للحل حيث طلب من الأمانة إيجاد مخرج، حيث تشير مصادر "الوطن" إلى أنه طرحت فكرة منح النادي أرضا أخرى وبالمساحة نفسها، على أن تتملك الأرض الحالية وتستردها بعد نهاية العقد مع المستثمر، وذلك حتى لا يذهب مشروع المنشأة لناد آخر، خصوصا لو حدث ذلك، فقد لا يعود للنادي سنين آخرى. "رعاية الشباب تنتظر" بدورها تنتظر رعاية الشباب إيجاد الحل من إدارة الدرعية حتى تعتمد المنشأة بشكل رسمي ويتم تنفيذها. ويقول المستشار القانوني خالد بو راشد إن جميع الأندية السعودية تعاني من مشكلات كبيرة بسبب القرارات الفردية ومن بينها مثل هذه القضية، متسائلا كيف يتم إيجار مثل هذه المساحة الكبيرة بمبلغ زهيد كالذي حدث، وأين رعاية الشباب منذ 8 سنوات عن الأمر، وكيف توقع إدارة النادي دون علم المالك الرئيس وهو رعاية الشباب؟ مشيراً إلى أن الأمر يحتاج إلى تدخل القضاء لمعرفة أدق تفاصيل القضية. من جانبه، أكد عضو شرف الدرعية بيشان البيشان أن الأمر سيحل نتيجة اهتمام المحافظ، وطمأن محبي النادي أن المنشأة لن تذهب من النادي.