أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ،أمس أن فرنسا لا يمكن أن "تترك الساحة خالية للمتطرفين والهمجيين والإرهابيين الذين يهددون مجتمعاتنا" مضيفا أن فرنسا "ستبقى في أفغانستان طالما كان ذلك ضروريا". وقال ساركوزي خلال حفل تكريم جنديين فرنسيين قتلا في أفغانستان الاثنين الماضي "لا يمكن أن نترك الساحة خالية للمتطرفين والهمجيين والإرهابيين الذين يهددون مجتمعاتنا ويزدرون بالقيم العالمية للإنسانية ويزرعون الموت". وتابع "إن أمننا هنا في فرنسا يستند أيضا إلى التزامنا هناك" مضيفا "يجب ألا تنتصر الهمجية على الديموقراطية". وأضاف ساركوزي "أعرف كم هي صعبة هذه المهمة وأنا واع لمخاطرها، إلا أنه لا يجوز لفرنسا أن تتقاعس أمام ضروراتها الأمنية، ولا أن تتملص من مسؤولياتها في مجال مكافحة الإرهاب العالمي، على فرنسا عدم فك التزامها بمكافحة الإرهاب العالمي". واعتبر ساركوزي أن ذكرى الجنود القتلى في أفغانستان "تعزز لدينا التصميم على مواصلة التزامنا" في هذا البلد. وينتشر حاليا نحو 3750 جنديا فرنسيا بأفغانستان. إلى ذلك قتل 3 جنود أمريكيين إثر انفجار أمس شرق وجنوبأفغانستان، فيما اتهمت السلطات الأمنية الأفغانية القوات الأطلسية بقتل 6 أطفال بغارة جوية في قندهار. وبمقتل الجنود الثلاثة يرتفع عدد قتلى الجنود الأجانب في أفغانستان منذ بداية العام إلى 465 مقابل 521 في 2009 وفق الأرقام الرسمية للقوات. في هذه الأثناء أعلن حلف شمال الأطلسي " الناتو" من بروكسل أمس أن 25مسلحا سلموا أسلحتهم في مطار قلعة ناو، في إطار عملية إعادة الادماج التي تقودها أجهزة الاستخبارات الأفغانية بالتعاون مع القوة الدولية إيساف للمساعدة لإرساء الأمن في أفغانستان في منتصف الأسبوع الماضي، ويضم هؤلاء مجموعة مسلحة كانت نشطة في منطقة ميقور بمقاطعة بادغيس الشمالية الغربية من البلاد، حيث وقع زعيم الجماعة وثيقة استسلام، وسلم العديد من البنادق ومدافع الرشاش وقاذفات( آر بي جي )و7 قنابل يدوية وأجهزة إرسال لاسلكية قصيرة المدى، مقابل وثيقة لإعادة إدماجهم. وأكد الأطلسي أن توبة المسلحين وإعادة إدماجهم ، دليل على نجاح جهود القوات الدولية بالتعاون مع القوات الوطنية في إقناع المسلحين للتخلي عن العنف، ورفض الإرهاب من طالبان ، ودليل على رغبة العديد من أعضاء حركة التمرد في اختيار السلام ، وعلى تصحيح مسارهم من اجل إعادة الإعمار في أفغانستان، والالتزام لدعم القانون في البلاد. إلى ذلك اتهم قائد الشرطة الأفغانية القوة الدولية بقتل ما لا يقل عن 6 أطفال في قصف استهدفهم الخميس الماضي في جنوبأفغانستان. وألقت طائرات مقاتلة للأطلسي قنابل على مواقع في ولاية كونر بشرق أفغانستان يشتبه أن عناصر من القاعدة موجودون فيها. وكان أطفال يجمعون قطع حديد على سفح جبل حيث لقي 6 منهم مصرعهم وفق ما أكد قائد شرطة الولاية خليل الله ضيائي. وأضاف ضيائي أن الأطفال الستة تتراوح أعمارهم ما بين 6 و12 عاماً قتلوا نتيجة انفجار قنبلة وجهتها الطائرة المقاتلة وسطهم وأصيب آخر منهم بجروح شديدة. ومن جهتها اعترفت القوات الدولية أن الغارة أسفرت عن مقتل مدنيين وأنها تحقق في الحادثة.