انتقد الفنان والناقد التشكيلي الإسباني السوري الأصل عبدالقادر الخليل، ندرة المتاحف في جميع الوطن العربي، حيث لا يتجاوز عددها المئات، بينما تنتشر المتاحف في إسبانيا بالآلاف. وتساءل الخليل في حديث إلى "الوطن": كيف بوسعنا أن نطالب الفنانين في العمل والإبداع إن لم نضع لمنجزاتهم محل اقتناء، وكيف نتكلم دائما عن الأندلس ونتغنى في الماضي، إن كنا فقدنا أهمية تلك الحضارة؟ هل يتصور أحد أنه في إسبانيا يوجد أكثر من ألفي متحف؟ في الواقع هناك 2025 متحفا من جميع الاختصاصات، 2025 متحفا في دولة واحدة، ويحتج الفنانون هنا بأنها قليلة "نعم هي قليلة أمام الإبداع الدائم". وعدد الخليل تنوع المتاحف في إسبانيا ، ذاكرا وجود 271 متحفا للفن القديم، و106 متاحف، للفن الحديث و93 متحفا خاصا هي بيوت فنانين، و20 متحفا لفن السيراميك، و30 متحفا لمنتجات الزينة والديكور، و33 موقعا من المقتنيات الخاصة التي تحولت لمتاحف عامة، مجموعها 553 متحفا للفن التشكيلي، ونحو 1500 متحف أخرى لباقي أنواع الآثار التاريخية والثقافية. ويتابع الخليل: وجود هذه المتاحف أو كثير منها يلفت النظر في بلدات وقرى صغيرة، بينما لا نجد متاحف مختصة في الفن التشكيلي في المدن العربية الكبرى. ويضيف: سأشير إلى 40 قرية وبلدة فيها متاحف تشكيلية بغض النظر عن المتاحف الأخرى، لن أتكلم عن المدن الكبرى وعن القصور التي فيها، بل عن قرى لا يتجاوز عدد سكانها 2000 نسمة. ليرى القارئ الفرق بين الشرق والغرب، نعم نحن نفتخر بما ترك أجدادنا من حضارة، لكن ماذا ترك لنا الحاضرون في أوطاننا؟. خاصة في البلدات والقرى الصغيرة، حتى الكبيرة هناك شيء قليل يخص الفن. محافظة مدريد مثلا فيها 146 متحفا، ومحافظة برشلونة فيها 187 متحفا، هل هذا لا يستحق الذكر؟ أي مهتم في الثقافة والحضارة لا يستطيع المقارنة، الأطفال يولدون في المتاحف تقريبا، قبل أن يخطوا خطواتهم الأولى يكونون قد زاروا عددا من المتاحف، لم أجد بيتا قط في إسبانيا خاليا من اللوحات التشكيلية، من هنا لا غرابة في أن محتويات المتاحف الإسبانية من قطع فنية تزيد على الثلاثين مليون قطعة واللوحات التشكيلية التي احتفظت متاحفها ب8 ملايين قطعة.