اليوم يُحدد أكثر من 53 مليون إصبع مصري "أزرق" الرئيس السابع للجمهورية، في ظل احتدام التنافس ما بين وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي، ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي. ويفترض وضع الناخب إصبعه ب"حبر أزرق"، دلالة على الإدلاء بصوته كعرف أساسي في العمليات الانتخابية. واستبق الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور الانتخابات الرئاسية، بالدعوة للمشاركة فيها واعتبر في كلمة متلفزة أمس، أن من يعزف عن المشاركة، سيكون عرضة لأن يحكم بمن لا يرعى مصالحه، ولننزل جميعاً لنعبر عن خيارنا الحر وقال: "لنحكم عقولنا ولنستفتِ قلوبنا ونتوكل على الله". إلى ذلك توقع عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أن تكون نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح المشير عبدالفتاح السيسي وبأغلبية واضحة، وذلك بسبب الحماس الواضح من الشعب المصري تجاه السيسي والأمل والتفاؤل بأن الأمور ستسير بمصر إلى ما هو أفضل بعد ما حدث في السنوات الأخيرة من اضطراب الأحوال المصرية. وأضاف موسى في تصريحات إعلامية: "ستكون هناك مشاركة كبيرة فيما يتعلق بالتصويت في الانتخابات، حيث يؤمن المصريون بأنه آن الأوان لكي تنصلح أحوال مصر، وما نأمله مع الرئيس الجديد، في ظل الدستور الجديد والانتخابات النيابية القادمة، أن تكون هناك إعادة لبناء مصر وإصلاح لأحوالها وحسم وقوة في التعامل مع الإرهاب وكل من يريد الخراب لمصر، خاصة وأن الدستور الجديد لا يحد من سلطات الرئيس الجديد، ولكنه ينظمها في إطار ديمقراطي". وعن التقارب المصري- الخليجي، قال موسى: "إن التقارب المصري - العربي بكافة أركانه الإقليمية أمر طبيعي، ولا ننسى أن المساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت التي كانت على درجة كبيرة من الأهمية، والتي تؤكد على صلة خاصة تربط بين مصر والدول العربية، وخاصة السعودية والإمارات والكويت، ما يعني أن استمرار التقارب المصري- العربي، بصورة عامة، والمصري- الخليجي، بصورة خاصة، والذي سيمثل محوراً هاماً لاستقرار مصر". وحذر في هذه الأثناء، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة، من أن جماعة الإخوان تحاول عرقلة أي انتخابات تجرى عقب 30 يونيو، وستبذل قصارى جهدها لمنع توجه المواطنين إلى صناديق الانتخابات، لكن نزول الشعب يعنى أنه لا يخشى أية تهديدات وأن الانتخابات تعبر عن إرادتهم. إلى ذلك، قال ل"الوطن" مؤسس جبهة "نداء شعبي" أحمد أبو زيد: "إن الجبهة ستطالب الرئيس القادم بإصدار مرسوم بقانون لإجراء محاكمات استثنائية لكل من يتورط في الأعمال الإرهابية، وسرعة إقرار قانون حاسم لمكافحة الإرهاب، ومطالبة الأزهر بإعداد برنامج تثقيفي على مستوى الجمهورية لمحاربة الفكر التكفيري والتشدد الديني, ومطالبة القوى السياسية بالتحالف الانتخابي الكامل للحفاظ على كتلة مدنية ديمقراطية، تمنع تسلل الإخوان إلى الحياة السياسية مجدداً بأي شكل من الأشكال، ومطالبة الرئيس والحكومة ورجال الأعمال والمجتمع المدني، بتبني مشروع قومي لمحاربة الفقر والجهل والمرض الذين يعتبروا مدخلا للإرهاب والعنف والتطرف.