شرع معهد البحوث والاستشارات في جامعة الملك فيصل بالأحساء أول من أمس، في إعداد دراسة توثق سوق هجر من النواحي التاريخية والثقافية والأدبية، وتحديد موقع السوق الفعلي والأنشطة التي كانت تزاول فيه. وقال عميد معهد البحوث والاستشارات بالجامعة الدكتور أحمد النجار: إن هذه الدراسة جزء من مشروع تطويري كبير للأحساء تشترك فيه الجامعة، بالإضافة إلى قطاعات حكومية وأهلية مختلفة منها نادي الأحساء الأدبي في خطوة لتحديد مكان السوق وتوثيق الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي كانت تزاول فيه، ومن ثم محاولة إحيائها. وأوضح النجار أن أهمية الدراسة تأتي من أن "هجر" كانت من المناطق الآهلة بالسكان منذ أقدم العصور، تميزت خصوبة أرضها ووفرة مياهها، وقربها من الخليج العربي مما جعلها تلعب دور الوسيط التجاري بين سكان الجزيرة العربية وفارس والهند والصين، وغيرهم ممن سكن في المشرق. ويجمع فريق من الخبراء الروايات التاريخية والإشارات المتنوعة من مصادرها الأصلية ومن ثم استنطاق كل ذلك في سبيل الكشف عن موقع السوق، ودورها في التجارة الدولية والمحلية، بالإضافة إلى دراسة الدور الاجتماعي والثقافي الذي كانت تلعبه هذه السوق في شرق الجزيرة العربية خاصة وفي الجزيرة العربية بشكل عام. إلى ذلك خصصت أمانة الأحساء مبلغ مليار ريال لتنفيذ حزمة من المشاريع "التطويرية" للحفاظ على المواقع التراثية والتاريخية في مدن وقرى الأحساء. وأوضح أمين الأحساء المهندس عادل الملحم في تصريح إلى "الوطن" أن الأحساء مقبلة على تنمية للمشاريع السياحية من خلال الحفاظ على المواقع التراثية والمناطق التاريخية، وهناك تعاون كبير بين أمانة الأحساء والهيئة العامة للسياحة والآثار في رفع التنمية السياحية والحفاظ على التراث العمراني والمعماري وإعادة تطوير المناطق التاريخية للأحساء. ومن بين المشاريع، الربط بين قصر إبراهيم وحي الكوت، وبين قصر إبراهيم وسوق القيصرية، وبينها والمدرسة الأولى، وإنشاء الحي التراثي بساحة الأمانة، دروازة الكوت، وغيرها من إنشاءات. وفي السياق ذاته، وافق رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان على تسليم أمانة الأحساء موقع قلعة الوجّاج الأثرية الواقعة ببلدة المنيزلة "شرق الهفوف". وذكر الملحم أن الأمانة تعمل من مبدأ توطيد التراث المحلي المعماري، لافتا إلى أن تطوير قصر محيرس الأثري في المبرز، دخل حيز الطرح على مساحة إجمالية للمشروع تقدر ب27 ألف متر مربع وبتكلفة تقديرية تتراوح بين 6 - 8 ملايين ريال.