"دخلتم بقضية، وخرجتم بشهادة"، بتلك العبارة الموجزة والمركزة الموجهة لعدد من نزلاء سجن بريدة العام، قال أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز: "إن السجون في المملكة لا تمثل القهر أو التعذيب"، مؤكداً أنها "أصبحت مراكز تعليمية وتربوية تعيد تأسيس السلوك وتقويمه، وتخلق من النزيل مواطناً صالحاً لنفسه ولمجتمعه ولوطنه". جاء ذلك خلال رعايته مساء أول من أمس حفل تخريج جامعة القصيم للدفعة الثالثة من نزلاء سجن مدينة بريدة، البالغ عددهم 14 خريجاً ممن حصلوا على دبلومات كلية المجتمع، في تخصصات الموارد البشرية والحاسب الآلي، وذلك في قاعة الجناح المثالي بسجن بريدة. وشدد أمير المنطقة على أن المواطن وإن زلت قدمه في يومٍ ما؛ فإن الوطن يسعه ويرحب به مواطناً قويماً صالحاً، وأن الرعاية والاهتمام التي يجدها في السجون كل نزيل، ما هي إلا حقوقٌ كفلها الدين والتشريع القويم، الأمر الذي يحرص على تحقيقه والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأعرب الخرّيجون في كلمةٍ لهم خلال الحفل المعد لهذه المناسبة، عن شكرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين لتحقيق رغبتهم في مواصلة الدراسة داخل السجون، مؤكدين أنهم لمسوا الاهتمام والتوجيه والدعم داخل السجن في المجالات كافة. من جانبه، بيّن عميد كلية المجتمع الدكتور عبدالعزيز الصمعاني، أن الكلية قدّمت بالتعاون مع جامعة القصيم دبلومات للسجناء في الموارد البشرية والحاسب الآلي، متمنياً أن تكون مخرجات التعليم مفيدةً للخريجين في حياتهم العملية. نزيل متخرج ل الوطن : صوروني ولا تخفوا وجهي بريدة: موسى العجلان تحقق مفهوم الإصلاح في سجن بريدة، بعد أن بادر أحد نزلائه ممن تم تكريمهم بعد حصولهم على دبلوم الحاسب الآلي من كلية المجتمع بجامعة القصيم، طالبا من "الوطن" تصويره قائلا: "صوروني ولا تخفوا وجهي، فأنا فخور بإنجازي العلمي والتربوي في السجن". هكذا أعلن المواطن عوض بن هادي اليامي أحد نزلاء سجن بريدة العام، وأحد الخريجين الذين حصلوا على دبلوم الحاسب الآلي، ورفع هامته مفتخراً بنفسه وبمساره الجديد داخل السجن، بعد أن عقد العزم على النهل من مناهل العلم والتربية، حينما التحق طالباً منتظما بكلية المجتمع من داخل السجن، ويواصل حرصه ومثابرته حتى تحقق له نيل الشهادة. الصحيفة رصدت فرحة ابنه سالم، وهو يقبل رأسه، بعد أن قطع دراسته الجامعية في أميركا كونه أحد المبتعثين الذين يدرسون هندسة برامج الحاسب الآلي، ليعبر عن فخره بوالده ومنجزه العلمي، مبينا أن والده هو من أثر على توجهه التخصصي والتعليمي، حينما اتجه لدراسة الحاسب الآلي وبرمجته، ليذهب طالباً مبتعثاً إلى أميركا في هذا التخصص.