دخل الحزب الجمهوري الأميركي على خط الأزمة السورية من الباب العريض، فعلى الرغم من تردد الحزب الديموقراطي، ممثلا في إدارة الرئيس باراك أوباما في تسليح الجيش السوري الحر، إلا أن زعيم الأغلبية في مجلس النواب السيناتور إيريك كانتور، أعرب عقب لقائه وفد الائتلاف الوطني السوري برئاسة أحمد الجربا، عن سروره بلقاء الوفد، وأثنى على المحاولات الجادة لإقامة "دولة سورية معتدلة وتعددية وديموقراطية، تقف موحدة ضد الإرهاب". وأعرب السيناتور الأميركي عن تعاطفه مع الشعب السوري، قائلا: "هذا الشعب يعاني من القمع الوحشي لنظام بشار الأسد، فما يحدث في سورية ليس فقط مأساة إنسانية مفجعة، بل أيضا كارثة جيواستراتيجية تهدد استقرار المنطقة بأكملها". ولم ينس كانتور الإشارة إلى المخاطر التي تنطوي على التقارب الروسي الإيراني مع نظام دمشق، مما يشكل خطرا على المنطقة والعالم بأسره. وقال في هذا الصدد: "نظام الأسد يشكل بعلاقاته مع "الإرهابيين والمتطرفين الإيرانيين" أخطارا كبيرة على الولاياتالمتحدة وأمنها القومي، فالحرب على الشعب السوري لا يشنها فقط نظام الأسد، بل يشاركه فيها عناصر إرهابية من "إيران وحزب الله"، وتزوده فيها روسيا بشكل مستمر بالأسلحة". ووقف السيناتور الأميركي عند جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل نظام الأسد ضد الشعب الأعزل، وقتل الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن، وقال: "تبقى تلك الجريمة وصمة في جبين النظام ولا ينبغي أن تسقط تلك الجريمة بالتقادم، ولا بد من محاسبة كل من أمر أو أسهم أو قام بذلك الفعل. حتى إذا كان الأمر قد صدر عن جهة بشار الأسد، فإن هذا لا يعفي الأخير من المساءلة والمحاسبة أمام المؤسسات القانونية الدولية". بدوره، قدم رئيس الائتلاف عرضا حول الوضع الحالي في سورية والمأساة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوري، والخطوات التي يجب اتخاذها لإنهاء حكم بشار الأسد الوحشي، ومواجهة تأثير إيران الضار ومواجهة خطر الأذرع الإرهابية التي زرعها الأسد في ربوع البلاد. وجدد دعوة الولاياتالمتحدة ممثلة في الكونجرس لدعم المعارضة وتسليحها بالأسلحة النوعية، التي تمكنه من تحقيق انتصارات ترغم نظام الأسد على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بنية التوصل إلى حلول تنهي الأزمة السورية التي دخلت عامها الرابع. وكان عضو الائتلاف الوطني السوري، هيثم المالح، قد طالب وفد الائتلاف الذي يزور الولاياتالمتحدة بالتركيز على مخاطبة الشعب الأميركي من خلال نوابه وممثليه في مجلس النواب والشيوخ. وقال في تصريحات إلى "الوطن" عبر الهاتف، إنه "على الجربا أن يعول على دعم الشعب الأميركي، وألا يركز جهوده على الإدارة الحالية، فقد خاطبناها عشرات المرات دون أن نرى أي تجاوب، كما أن الرئيس باراك أوباما تراجع عن تهديده بشن ضربة عسكرية على النظام عقب استخدامه الأسلحة الكيماوية في غوطة دمشق في أغسطس من العام الماضي، بمجرد أن توصل إلى صفقة مع روسيا لنزع الترسانة الكيماوية التي يمتلكها نظام الأسد، وكأن نزع الأسلحة يعفي المجرمين من قتل آلاف الأطفال، رغم أن الولاياتالمتحدة دولة تهتم بحقوق الإنسان، وترفض أي تعد عليها". وتابع المالح بالقول: "هناك تردد كبير وسط صناع القرار في الإدارة الأميركية، الذين يتصورون أن وصول الأسلحة النوعية لأيدي الثوار يعرضها للوقوع في أيدي المتطرفين، رغم أن نفس الإدارة سبق أن أعلنت أكثر من مرة قناعتها بأن الجيش الحر هو الممثل الشرعي للثورة السورية، وأن مقاتليه هم نواة الجيش السوري في المستقبل عقب الإطاحة بنظام الأسد؛ لأنهم مجموعات من المعارضين المعتدلين، فما الذي يمنع تسليح هؤلاء المعتدلين بالأسلحة النوعية؟".