قال رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا من واشنطن، أن الإرهاب في سورية يتلخص في نظام بشار الأسد وأركان حكمه، وليس في من خرج مناشداً حريته وكرامته من الشعب السوري، ضد نظام حكم جثم على قلوبهم أكثر من 40 عاماً. وأمل الجربا من الرأي العام الأميركي والغربي، تفهم واقع الأزمة السورية بشكلٍ صحيح، واستدل بما عاشته الأقليات في سورية، من تلاحم وتكاتف وإخاء، على مر العصور الماضية. لكنه استدرك بالقول: "أصبحت الأزمة أكبر مما نتحمل، نحن لسنا إرهابيين، ولا أصدقاؤنا إرهابيون. الإرهابي هو من يقصف الشعب بصواريخ "سكود"، والبراميل المتفجرة، وقبلها الأسلحة المحرمة". واعتبر رئيس الائتلاف، نظام بشار الأسد وبعلمٍ من الولاياتالمتحدة الأميركية نظاماً إرهابياً، واستشهد بإطلاقه سراح عديد من رموز تنظيم القاعدة من السجون، للقتال إلى جانبه، وقال: "نحن من نقاتل تنظيم داعش وهو أسوأ أذرعة تنظيم القاعدة. هذا التنظيم الذي كان يرسله بشار الأسد للعراق بالمفخخات وليس نحن، والشعب السوري ساعٍ وراء الحرية والكرامة". يأتي ذلك فيما قالت مصادر مرافقة لرئيس الائتلاف الذي يزور الولاياتالمتحدة الأميركية حالياً على رأس وفدٍ من مُناهضي نظام بشار الأسد في سورية: إن منح واشنطن لمكاتب الائتلاف وضع بعثات أجنبية على أراضيها، لن يتمتع بالغطاء الدبلوماسي، والقانوني المتعارف عليهما والمعمول بهما من قبل البعثات السياسية. وكانت الولاياتالمتحدة الأميركية قد منحت قبل أيام، وفد الائتلاف وممثليه على أراضيها نوعاً من الاعتراف، في خطوةٍ فسرها البعض بأنها تأتي استباقاً أميركياً لزيارة وفد المعارضة السورية لأميركا، والذي يسعى للحصول على "أسلحةً" من شأنها تغيير موازين القوى العسكرية، في مواجهة قوات نظام بشار الأسد، والميلشيات التي استقدمها للقتال إلى جانبه من الخارج. مصدر مرافق لرئيس الائتلاف قال ل"الوطن" أمس عبر الهاتف: "منحنا هذا الاعتراف من قبل الولاياتالمتحدة لا يمنحنا في ذات الوقت الجوانب الدبلوماسية التي من المفترض أن تحصل عليها أي بعثة دبلوماسية، من الناحية السياسية والقانونية. إلا أنها خطوة -وإن جاءت في وقتٍ متأخر- إلا أنها تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح". ويسعى وفد الائتلاف الوطني السوري بحسب ذات المصادر، إلى تغيير مبادئ الرؤية الأميركية للأزمة السورية، عبر لقاءات عدة مع أعضاء في الكونجرس الأميركي، ووزارة الخارجية، هذا بالإضافة إلى البيت الأبيض. وأشعر الوفد السوري المعارض لنظام دمشق، الجانب الأميركي بما قالت عنه المصادر "مخاطر" ربما تهدد المنطقة إن تم السكوت عنها، في إشارةٍ إلى تنامي الجماعات المسلحة –المتطرف منها– ومن أهمها تلك الميلشيات التي استجلبها نظام دمشق بدعم "إيراني عراقي" للقتال إلى جانبه. وأبلغ الوفد السوري المعارض أعضاءً في الكونجرس الأميركي، بخطر تصاعد التطرف في سورية، والذي قال أنه ربما سيهدد المجتمع الدولي، إذا ترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لتلك الجماعات، في وقتٍ باتت فيه سورية بؤرة لتنامي تلك الجماعات، وتصاعد بريقها. وفي جانب مقارب، يضع وفد الائتلاف من ضمن حزمة المطالبات، محاسبة من تصفهم المصادر ب"مجرمي الحرب"، وعلى رأسهم الرئيس السوري بشار الأسد وأركان نظامه، هذا بالإضافة إلى رفع مستوى الإجراءات السياسية، ومستوى المساعدات الإغاثية، وتلك التي تتعلق بتسليح الجيش السوري الحر. ويبدو أن واشنطن متمسكة برؤيتها أن "الحل السياسي" أو "طاولة المفاوضات" هي السبيل لحل الأزمة السورية، طبقاً لما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية الأميركية، الذي قال أول من أمس: "موقف الولاياتالمتحدة تجاه التسليح للمعارضة في سوريا واضح منذ البداية، نحن نعتقد أن الطريق الوحيد لحل الأزمة هو عبر طاولة المفاوضات، هناك الكثير من الأسلحة داخل سوريا، ونحن لا نعتقد أن تسليم المزيد من الأسلحة سيساهم بحل الأزمة". وعارض "جوشوا بيكر" المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية باللغة العربية، الانتقادات الموجهة لبلاده، من حيث عدم دعمها للمعارضة السورية بشكل فعّال، فيما تزود روسيا نظام الأسد بالطائرات، كرد على الانتقادات المتواصلة، التي توجه للولايات المتحدة، من منطلق موقفها المتراخي مع ملف الأزمة السورية.