انحصر التطور الجديد في شأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني، بمروحة الاتصالات التي يجريها رئيس حزب «الكتائب»، رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، للبحث عن مخرج من مأزق العجز عن انتخاب الرئيس الجديد، فيما مرت الجلسة النيابية الثالثة التي لم تُعقد والتي كانت مخصصة لهذا الاستحقاق أمس، مرور الكرام على المشهد السياسي، إذ ان تعطيل نصابها من قِبل «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي بزعامة العماد ميشال عون وكتلة نواب «حزب الله» وبعض حلفائه، كان متوقعاً كما حصل في الجلستين السابقتين، وانتهى الأمر بتحديد رئيس البرلمان موعداً جديداً للجلسة الخميس المقبل في 15 الجاري. (للمزيد) وبات الاقتراب من الفراغ الرئاسي إذا لم ينتخب رئيس جديد قبل تاريخ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 الجاري، يثقل على المشهد السياسي الداخلي، فكرر المطارنة الموارنة في بيانهم الشهري قلقهم من حديث بعض النواب عن الفراغ، ودعوا القادة الموارنة الى «أن يعتبروا الالتزام الذي أعلنوه في لقاء البطريركية المارونية (انتخاب رئيس في المهلة الدستورية) خريطة طريق أخلاقية لخوض الانتخابات الرئاسية». وفيما حمّل نواب «14 آذار»، بعد إعلان تأجيل الجلسة النيابية، قوى «8 آذار» مسؤولية تعطيل نصابها بقصد فرض مرشح يكون «طيِّعاً»، ودافع نواب تكتل عون عن حقهم في التغيّب لتعطيل النصاب، فإن الحاجة الى اختراق سياسي يتيح الخروج من نفق فقدان النصاب كان مدار بحث في أروقة عدة خلال الساعات الماضية، منها في اجتماعات قيادات قوى «14 آذار»، وفي اللقاءات المارونية، وآخرها أمس اجتماع الرئيس الجميل مع العماد عون الذي وصف كلاهما نتائجه بأنها كانت «إيجابية جداً»، بعدما كان الأول التقى مرشح قوى «14 آذار» رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أول من أمس، واجتمع قبل يومين مع وزير الاتصالات بطرس حرب. وعلمت «الحياة» أن حزب «الكتائب» طرح على قوى «14 آذار» إمكان ترشيح الرئيس الجميل بعد أن يفشل البرلمان في عقد جلسته الثالثة وبعد أن جرب جعجع حظه ونال في الدورة الأولى 48 صوتاً، لعل الاتصالات مع سائر الفرقاء تؤدي الى إحداث اختراق. واستقر الرأي بين قيادات «14 آذار» على أن يُجري الرئيس الجميل والنائب حرب اتصالات مع سائر الفرقاء، لا سيما القيادات المارونية من أجل استكشاف مواقفها ولمعرفة مدى حظوظ مرشحين آخرين من «14 آذار» في الحصول على تأييد عدد أكبر من الأصوات التي نالها جعجع. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن جعجع كان أبلغ الوزير حرب حين استمزجه الأخير رأيه بإمكان اعتماد قوى «14 آذار» ترشيحه باعتباره مرشحاً طبيعياً، بأن من يستطيع من المرشحين من قوى «14 آذار» أن يأتي بأصوات أكثر منه هو مستعد لتأييده. لكن هذه المعادلة تحتاج الى نيل تاييد إما كتلة ما من كتل قوى «8 آذار» والعماد عون، أو كتلة «اللقاء النيابي الديموقراطي» الوسطية برئاسة وليد جنبلاط، وهذا يتطلب إجراء اتصالات مع هذه الكتل فإذا حاز هذا المرشح الجديد على أكثرية ال65 صوتاً المطلوبة فهذا يعني أن لديه فرصة حقيقية... إلا أن الأمور لم تبلغ هذه المرحلة بعد. وقالت المصادر إن الموقف نفسه أبلغه جعجع الى الجميل الذي بدأ تحركه انطلاقاً من التوافق بين الأقطاب الموارنة الأربعة (هو وعون وجعجع ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية) على أن يرشحوا أنفسهم وليفز من يفوز منهم. من جهة ثانية، أعلن وزير السياحة اللبناني ميشال فرعون ان دول الخليج ستلغي تحذيراً الى رعاياها من السفر الى لبنان بحلول نهاية الشهر الجاري، في علامة على تحسن العلاقات مع الحكومة اللبنانية الجديدة. وقال فرعون لوكالة «رويترز» إنه «تم رفع التحذير في شكل غير رسمي والآن ننتظر صدور الضوء الأخضر ونتوقع أن يحصل هذا قبل نهاية الشهر». واعتبر أنه «بسبب بعض سوء الفهم مع الحكومة (السابقة) وبعض التدهور (في العلاقات) تجنبوا القدوم الى لبنان العام الماضي».