من المنتظر أن تنفذ الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" قرارا يخص "التشهير بالفاسدين"، وذلك عقب صدور أحكام من المحاكم بإدانتهم. صرح بذلك رئيس الهيئة محمد الشريف عقب ندوة "تنمية الوازع الديني كوسيلة لحماية النزاهة ومحاربة الفساد" التي نظمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض أمس، مؤكدا أن نشر الحكم بحد ذاته يعتبر من أنواع التشهير بمن تثبت بحقهم تهم الفساد. وأكد الشريف خلال رده على سؤال ل"الوطن" عن مدى استفادة الهيئة من المؤسسات التعليمية بشقيها العام والعالي في نشر ثقافة النزاهة ومحاربة الفساد، أن المؤسسات التعليمية عليها دور كبير في تربية الأجيال، بدءا من المراحل الدنيا وحتى الجامعية. وأضاف أن صروح التعليم مسؤولة عن تربية الأبناء على المبادئ السليمة التي ترتبط بالأمانة والصدق في القول والعمل والوفاء بالوعود والعهود، مرجحاً أن تلك العوامل تجعل الطالب ينشأ في بيئة داعمة للمجتمع. وأشار الشريف إلى أن الوازع الديني عندما يكون قويا لدى أي شخص ينهاه تلقائياً عن ممارسة أي نوع من الفساد، الذي يتنافى مع المبادئ أو ضد النظام أو بعيداً عن الأمانة، مضيفاً "الهدف من عقد ندوة تتحدث عن الوازع الديني جاء ليلبي مثل هذه الأهداف، وأن هذه الندوة جاءت بناءً على طلب من الهيئة". من جانبه، قال مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في كلمة ألقاها بالندوة إن أي مسؤول يضع موظفا في مكان غير أهل له، أو من يتغاضي عن عيوب آخر يعتبر غاشاً للأمة، مشيراً إلى أن خيانة الأمة من خصال المنافقين، مطالباً المسؤولين بأن يعدلوا في معاملة موظفيهم، والناس عموماً. وبين المفتي أن الوازع الإيماني في قلب المسلم يحمله على اتباع الحلال مكسباً وملبساً، وهو العامل الذي يبعده عن الحرام في كل صورة، ناصحاً المسلمين بأن يراقبوا ما يدخل عليهم من أموال. وأوضح آل الشيخ أن عدم المراقبة يعتبر من ضعف الإيمان، باعتبار أن من يراقب ماله وما يدخل عليه يعرف جيداً ما يدخل عليه من حلال وحرام، الأمر الذي يجعله يبغض الحرام، ويركز على الحلال، مستشهداً بقول الله تعالى "كلوا من طيبات ما رزقناكم".