رغم تزايد الدعوات المنادية بتشجيع الحوار السياسي بين الأفرقاء في لبنان، لا يجد كثيرون أي بوادر انفراج وشيك في المواقف، بسبب تصلب مواقف نواب 8 آذار وإصرارهم على استمرار تعطيل النصاب في جلسات الانتخاب للمجلس النيابي، نتيجة خشيته من النتائج التي قد تقود رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى سدة الرئاسة وبلوغه كرسي بعبدا كمرشح لتيار ال 14 آذار. وأكدت مصادر متابعة ل"الوطن" أن تعطيل جلسات مجلس النواب وعدم تأمين النصاب، سيستمر وسيكون من الصعوبة التوصل لانتخاب رئيس، إلا إذا حدث توجه لاختيار شخصية توافقية لن يكون فريق 14 آذار ضدها. وفي جانب مغاير، وجدت عودة السفير السعودي، علي عواض عسيري إلى بيروت اهتماماً كبيراً وسط كافة القطاعات السياسية، لاسيما وأنها تأتي في وقت يمر فيه لبنان بظروف صعبة، وهو ما لم يستغربه المراقبون، إذ إن المملكة اعتادت مد يد العون للبنان في ظل الظروف المشابهة التي مر بها، وما الهبة الملكية للجيش اللبناني، لشراء أسلحة فرنسية تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار إلا دليلاً على ذلك. وتأتي عودة عسيري كنتيجة لتنفيذ الخطة الأمنية، بعد تراجع التهديدات التي صدرت عقب تفجيرات الضاحية الجنوبية، وقبيل تشكيل حكومة المصلحة الوطنية برئاسة تمام سلام، وقد شدت هذه العودة أنظار المراقبين السياسيين والجهات الدبلوماسية التي توقعت حراكاً مختلفاً في لبنان، مشيرة إلى ترافق هذه العودة مع توجه سفير الولاياتالمتحدة الأميركية في لبنان إلى المملكة، بعد أن أكد في موقف معلن، رداً على العديد من الأسئلة عن دور المجتمع الدولي في هذه الانتخابات، أن دور بلاده "هو حث اللبنانيين على حماية العملية الديمقراطية، وأن يتم انتخاب الرئيس بواسطة اللبنانيين أنفسهم، وفقاً للدستور وفي المهلة الدستورية". وأكد أنه "ليس لدينا ولا لأي قوة خارجية دور في اختيار الرئيس، وهذا الأمر هو من حق اللبنانيين وحدهم".