تابع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية من مقره في معراب، ما جرى أمس، على صعيد الدعوة إلى جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً أن «ما حصل من فريق 8 آذار بمثابة 7 أيار جديد ولكن في شكل آخر، فأمامنا خطة واضحة المعالم تقتضي إما القبول بمرشح الفريق الآخر، أو الذهاب إلى الفراغ». وتمنى جعجع في مؤتمر صحافي عقده بعد فشل المجلس في تأمين نصاب الجلسة على البطريرك الماروني بشارة الراعي «أن يكون أميناً لما سمعه ورآه في بكركي، باعتبار أنه يسعى إلى تسهيل حصول الاستحقاق». واستغرب «كيف أن فريقاً مسيحياً، التزم بما اتُفق عليه في بكركي بين القيادات المسيحية وأمام البطريرك الراعي وأمام اللبنانيين، كان في طليعة المعرقلين لجلسة الانتخاب مجاهراً بإعلان هذه النيّة». وعزا «لجوء فريق 8 آذار إلى التعطيل لأن حظوظي ليست قليلة أبداً»، مؤكداً «تعزيز الجهود وتكثيفها للوصول إلى جلسة انتخابات في شكل طبيعي». ولفت جعجع إلى أنه «منذ أيام الاستقلال حتى الآن لم يتم تعطيل الانتخابات الرئاسية البتّة، وما نشهده اليوم اهتزاز كبير للدستور، فالنصاب وضع كي تتم الجلسة بهدف تنظيم الانتخاب وليس لتعطيله، وما جرى اليوم غير دستوري وليس حقاً ديموقراطياً كما يدّعي الفريق الآخر». وأسف جعجع «لاستخدام المطالب العمالية لمآرب سياسية بغية تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، علماً أن الجميع يعي أننا نؤيد المطالب المحقة، لا سيما أن قاعدتنا تتشكل بأكثريتها من العمّال». وأكّد عدم الاستسلام لخطة الفريق الآخر، وقال: «سنواجه عملية التعطيل من خلال الاستمرار والإصرار على العودة للحياة الديموقراطية الحقة. والحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة أن يختار الفريق الآخر مرشحه والذهاب به إلى الانتخابات، لا سيما أن هذا الفريق يتحدث منذ عشرات السنوات عن أنه يريد رئيساً وطنياً بلا تعليب من الخارج، فهذه هي الطريقة الصحيحة للوصول إلى هذا الرئيس المنشود». وأشار إلى أن «النائب ميشال عون لديه تصور معين للبنان سبق وترجمه في السنوات التسع الأخيرة فكيف نسير به رئيساً توافقياً للجمهورية؟ استعمال بعض الكلمات لا يعني أن من يدّعي أنه توافقي هو توافقي فعلاً»، مشيراً إلى أن «برنامج عون يتناقض 180 درجة مع برنامجنا». وكان عضو كتلة «القوات» النيابية إيلي كيروز تحدث في مؤتمر صحافي عقده في المجلس النيابي بعد فشل انعقاد الجلسة عن «انحطاط سياسي لدى بعضهم، وإصرار حاقد على استغلال أسماء بعض ضحايا الحرب اللبنانية، في حملة ظالمة على جعجع». وأكد أن «غياب الفريق الآخر يشكل تخلفاً عن واجب دستوري، وتعطيلاً لعملية الانتخاب وخروجاً على تمنيات البطريرك للأحزاب المسيحية». وإذ ذكر بأن «اتفاق الطائف وضع حداً نهائياً لحقبة الحرب في لبنان وأرسى مصالحة وطنية شاملة»، دعا «إلى تشكيل هيئة وطنية عُليا لتنقية الذاكرة الجماعية اللبنانية والمصارحة والمصالحة». ورد سبب «التحامل على جعجع» إلى «الاعتراض على موقفه السياسي الثابت من النظام السوري والأزمة السورية، ومن عناوين الدولة والكيان والسلاح والدفاع عن لبنان».