اتهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع فريق 8 آذار بأنه «مصمم على تعطيل جلسة انتخاب رئيس للجمهورية»، مشيراً الى ان «هناك فريقاً يرهب فريقا آخر». وشكر جعجع في مؤتمر صحافي عقده في معراب، كل الكتل والنواب الذين انتخبوه، معرباً عن احترامه للنواب الآخرين الذين لم ينتخبوه. وقال: «ان المعلومات باتت مؤكدة ان الفريق الآخر مصمم على تعطيل جلسة انتخاب الرئيس الاربعاء بطريقة من الطرق»، لافتاً الى «انه لا يحق لأي طرف استخدام هذا الحق بطريقة عشوائية، فالورقة البيضاء ليست موضوعة لتعطيل الاستحقاق الرئاسي والانتخابات، ولكنها وللأسف، هدفت في الجلسة السابقة الى تعطيل الانتخابات وصولاً الى المقاطعة في الدورة الثانية». واضاف: «أقل الإيمان ان يكون كل فريق حاضراً وجاهزاً للانتخابات مثلما كان فريق 14 آذار، ولكن يبدو ان الفريق الآخر يريد تكرار سيناريو الجلسة الماضية في جلسة الأربعاء». وذكر انه «منذ تسع سنوات، كان فريق 14 آذار تحت ضغط الاغتيال والقمع المباشر، وقد يكون من المبرر له استخدام الاوراق البيض ولكنه على رغم كل ذلك كان لنا مرشح». واستشهد بتفسير قانوني للمواد الواردة في الدستور حول تأمين نصاب جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، داعياً الى وجوب العودة للنية الأساسية للمشرع في وضع القوانين، وسأل:» هل كان المشرع يريد تسهيل الامور أم تعقيدها؟ فالقصد من وضع مسألة النصاب هو تسهيل عملية الانتخاب وليس تعطيلها». وشدد على «ضرورة احترام الغاية التي استهدفها التشريع في المادة 49 الداعية الى انتخاب الرئيس وليس عدم انتخابه»، مشيراً الى ان «قاعدة النصاب وضعت لتنظيم الانتخاب، ولا يمكن اتخاذ حجة النصاب كحائل قانوني دون الانتخاب». واذ لفت الى ان «النصوص القانونية تعزو تأمين النصاب الى تنظيم الانتخاب وايصال العملية الانتخابية لافضل ما يكون، وبالتالي فان تعطيل النصاب يكون غير ديموقراطي وغير دستوري»، ذكر انه «تم اللجوء الى تعطيل النصاب عام 1988 باعتبار أن البلد كان تحت الاحتلال، ولكن هل نحن اليوم تحت احتلال ولا نعلم به؟». ووجّه جعجع نداء الى فريق 8 آذار حذّر فيه من «جسامة الاستمرار بهذه الحال، فالاستحقاق الرئاسي في خطر وقد نصل الى الفراغ، والأخطر من ذلك سنكون كمن نستجلب القوى الاقليمية والدولية الى لبنان للضغط على كل اللبنانيين للوصول الى رئيس ليس برئيس، لانه سيمثل توازن قوى بين القوى الاقليمية والدولية ولن يمثل أي مصلحة لبنانية، وانطلاقاً من هنا على فريق 8 آذار ان يختار مرشحاً للرئاسة وطرح برنامجه، ونذهب للجلسة ويحصل الانتخاب ومن يفوز نذهب جميعاً لتهنئته ولا حل آخر سوى هذا الحل القانوني والدستوري». واعتبر جعجع ان «كل تصريحات تيار «المستقبل» تدل ان لا توافق على اسم العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية». ونفى «أن يتبنى تيار المستقبل ترشيح عون كمرشح توافقي على رغم اللقاء المرتقب بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل»، مشيراً الى ان «هدف هذا اللقاء هو التطرق لمواضيع أخرى على بساط البحث» ومجدداً الترحيب بفتح قنوات الاتصال بين كل الافرقاء. وعن امكان سحب ترشحه قبل جلسة الأربعاء، نفى جعجع هذه الفرضية، مؤكداً «الاستمرار بترشحه حتى النهاية». ورداً على سؤال، أجاب جعجع: «في حال قدم الفريق الآخر مرشحه، ولم ينل أي من مرشحي فريقي 8 أو 14 آذار 65 صوتاً (النصف زائد واحد)، حينها من الطبيعي أن ينسحب المرشح الثالث الذي يملك نسبة قليلة من الأصوات، لتصب هذه الأخيرة لمصلحة أحد المرشحين القويين، ولا أعتقد ان الفريق الوسطي قدم ترشيح النائب هنري حلو من قبيل تسجيل موقف وليس بهدف التعطيل، ولكن اذا ما وصلت الأمور الى هذه الوضعية فلا يستطيع الفريق الوسطي الاستمرار على هذا المنوال».