سعى الأهلي ذات يوم إلى التعاقد مع مهاجم الشباب الحالي مهند عسيري حينما كان يلعب بشعار الوحدة، لكنه صرف النظر عنه، ليتحول إلى التوقيع مع الليث. وشاءت الأقدار أن يحطم عسيري حلم الأهلاويين بالقبض على كاس خادم الحرمين الشريفين أول من أمس، فخطفها منهم وقادها إلى خزائن ناديه. ورأى كثيرون أن عسيري (29 عاماً) أحد أهم نجوم المباراة، وهو الذي قدم من منطقة عسير ليسكن العاصمة المقدسة ويلعب مع فرسان مكة (الوحدة) سنوات عدة. ولفت عسيري الأنظار إليه وهو يسجل اسمه مع الوحدة هدافا ونجما لامعا، وشد انتباه إدارات الأندية الممتازة التي بدأت تتفاوض معه وتتسابق إلى كسب خدماته، حتى تعاقد معه الشباب في العام الماضي. ويعد عسيري مهاجما من طراز النجوم الكبار، حيث يتميز بالارتقاء العالي، ويجيد التسجيل بالرأس، وقد مثل المنتخب السعودي في دورة الخليج 2010 في عدن، وكأس أمم آسيا 2012 في الدوحة. وليلة الخميس، وضع عسيري بصمته على جوهرة الملاعب السعودية وأمام مرأى من خادم الحرمين الشريفين، مساهما في صنع ضربة جزاء سجل منها زميله المحترف البرازيلي فرناندو مينجازو هدفا أولا للشباب وسط ذهول الأهلاويين، لكن عسيري لم يقتنع بأن يكون مساهما فقط، وأبى إلا أن يسجل اسمه كأول سعودي يحرز هدفا في ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية بجدة خلال يوم تاريخي من أيام الوطن بفضل متابعته الجيدة للكرات وملاحقتها أمام مرمى الأهلي، مستثمرا خطأ الحارس عبدالله المعيوف مسجلا الهدف الثاني لفريقه، وهو الهدف الذي عده النقاد القشة التي قصمت ظهر البعير، محطما آمال الأهلاويين. ولم يتكف عسيري بهدفين صنع أولهما وسجل ثانيهما، فاستمر يركض هنا وهناك ويتألق ليضيف الهدف الثالث وسط دربكة مدافعين الأهلي، محققا الثنائية التي لن ينساها أبدا، والتي حولت حلم "المجانين" إلى كابوس. فرض عسيري نفسه بين نجوم المباراة بمهارته الكبيرة وثقته العالية وحسه التهديفي اللافت لينجح في حفر اسمه كأفضل لاعب في مباراة افتتاح ملعب الجوهرة في جدة، وفي المباراة الختامية لكأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم.