خيم فشل مجلس النواب على مدار جلستين متتاليتين في اختيار رئيس جديد للبنان، على كلمات الرئيس ميشال سليمان خلال استقباله لوفد دبلوماسي زاره في قصر بعبدا أمس. وفي موقف معبر وبمثابة إطلاق صرخة ضمير، قال سليمان الذي تنتهي ولايته نهاية الشهر الجاري، "إن الانتخابات الرئاسية لا بد أن تجرى في مواعيدها ويجب تجنب الفراغ"، معبرا عن رفضه "لتدخل الدول في اختيار الرئيس". وأضاف أن "كل رئيس سيفوز سيكون صناعة لبنانية ولن يأتي الاسم من الخارج"، لافتا إلى أن "تعطيل النصاب في جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس أمر غير قانوني". وطالب سليمان "بتمكين الجيش من الحصول على السلاح، الذي يمكنه من تحقيق أمن لبنان، وهذا يجب أن يتم بخطوة إقرار الاستراتيجية الدفاعية". وقال "إن هناك قرارا دوليا بنزع السلاح من المجموعات المسلحة واستعماله بإدارة الدولة"، مشيرا إلى أنه "يمكن تسليح الجيش وتعزيز قوته، خصوصا بعد تلقيه هبة سعودية". ودعا إلى "ضبط النزوح السوري والحفاظ على لبنان أولا كما دعا إلى "مراجعة" الاتفاقات المعقودة بين بلده وسورية، مطالبا دمشق برفض تدخل حزب الله أو غيره على أرضها". وكانت مصادر لبنانية مطلعة قد أوضحت ل"الوطن"، أن كل المؤشرات تدل على صعوبة إنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني قبل 25 مايو الجاري، موعد نهاية ولاية سليمان، الذي أكد أنه سيترك قصر بعبدا في ذلك الوقت. وقالت "لا بد بعد سياسة "حزب الله" وتكتل التغيير والإصلاح التي اعتمدها بعدم تأمين النصاب القانوني في جلستي انتخاب الرئيس، من السعي مع الفريق الوسطي من قبل 14 آذار للعمل على تأمين نصاب كاف لانتخاب رئيس، مما يحرج بعض النواب في فريق 8 آذار ويدفعهم إلى الحضور بدل تحويل لبنان إلى دولة مارقة مما يزيد الأزمة تعقيدا". وأكدت المصادر أن من مصلحة حزب الله الحالية، إبقاء الفراغ قائما، ريثما تتضح صورة الحسابات الإيرانية بشأن الاتفاق الدولي حول سلاحها النووي في منتصف يوليو المقبل، مستغربة موافقة عون على لعب الدور التعطيلي لانتخاب الرئيس. وعدت المصادر أن طروحات الرئيس الوسطي معناها رئيس إدارة أزمة مما يعني أن على قوى 14 آذار الاستمرار في طرح اسم مرشحها للرئاسة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لمواجهة الإتيان برؤساء يدينون بالولاء للنظام السوري ولو كانوا يحاولون طرح أنفسهم كمرشحين توافقيين. وفي موقف لافت لنائب كتلة المستقبل خالد الضاهر، قال إنه سيصوت لصالح "جعجع" على عكس بعض نواب طرابلس مثل النائب محمد كبارة، الذي قال إنه لن يصوت له على خلفية اتهام "جعجع" باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رشيد كرامي، فيما أكد الضاهر أن "اغتيال كرامي جاء بأياد سورية لمنع الوصول إلى حل ينهي الأزمة اللبنانية، مشيرا إلى أن العماد عون نفسه يعرف تفاصيل عملية اغتيال كرامي، إلا أن مصالحه وتحالفاته تحول دون إعلانه عن هذه الحقيقة". إلى ذلك، ووسط معلومات عن محاصرة "حزب الله" لبلدة عرسال والطفيل من قبل مجموعاته المسلحة في المنطقة، التي تسهل عمليات انتقال مقاتليه إلى سورية، أعلن لواء أحرار السُنّة بعلبك أنه أسر 3 عناصر من الحزب في جرود بعلبك أول من أمس، وأوضح أن "الأسرى الثلاثة ممن يسمون بالنخبة في حزب الله، وأحدهم يعمل بالتدريب على التخريب. ونشر أمس المركز الإعلامي للقلمون في صفحته الرسمية صورة لقتلى من"حزب الله" والميليشيات العراقية، تم قتلهم من قبل الثوار قرب بلدة الضمير التي يوجد فيها مطار عسكري للنظام السوري.