"الطبع يغلب التطبع"، هذا المثل تطابق تماما على جمهور جدة أمس، فالجماهير التي اعتادت لسنوات طويلة أن تتلقى ضربات الشمس الحارقة وهي تنتظر في محيط جنبات ملعب الأمير عبدالله الفيصل بالمدينة الساحلية، الذي لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 17 ألف مقعد، يبدو أنها لم تصدق بعد أن مدينتها الحالمة أصبحت تحتضن تحفة كروية اسمها "ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية"، الذي تتجاوز طاقته الاستيعابية خمسة أضعاف ملعب الأمير عبدالله الفيصل. وعلى الرغم من الإعلانات المتكررة عن أن بوابات الملعب ستفتح بعد الساعة الرابعة عصرا أمس، وأن كل من يملك تذكرة سيجلس في المقعد المحدد في تذكرته، إلا أن عددا كبيرا من الجماهير رفضت إلا أن تحافظ على عادتها بالوجود المبكر أمام بوابات الملاعب، وتكبد عناء حرارة الشمس وساعات الانتظار الطويلة. الأمر اللافت كان نشاط السوق السوداء خلال اليومين الماضيين، مستثمرة الفوضى التي صاحبت توزيع التذاكر، وما أظهرته صور نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي عن وقوع كميات كبيرة من هذه التذاكر في أيادي عدد من الأشخاص الذين تباهوا كثيرا بامتلاكها، على الرغم من بحث عدد من المشجعين عن تذكرة دخول واحدة فقط، ووصل سعر التذكرة الواحدة إلى نحو 2500 ريال على الرغم من مجانيتها. أبرز الملاحظات أيضا هو العدد الكبير من جماهير الاتحاد التي كانت موجودة حول الملعب وداخله، والتي لم تسلم بخروج فريقها من الدور النصف النهائي على يد الأهلي، بل حرصت على الحضور والاستمتاع بالملعب الجديد وحفل الافتتاح.