في أحد المولات الشهيرة بوسط جدة، افتتحت مجموعة من الفنانين والفنانات أطلقت على نفسها اسم "حياة اللمسة"، عرضت أكثر من 120 لوحة فنية منذ24 أبريل حتى 3 مايو، أمام الزوار الذين توافدوا على المعرض الأول. دلالة النجاح الفني لمعرض (للفنون ألوان، وللألوان إبداع)، لا تكمن في استعراض اللوحات، بل تكمن القصة الواقعة خلف كواليس ما يمكن تسميته ب "النضال التشكيلي" الذي انطلق منذ سبتمبر الماضي (2013)، عبر مجموعة واتس آب مكونة من 12 فنانا وفنانة، وجدوا في الدردشة الهاتفية المجانية سبيلاً لتنمية مهاراتهم الفنية التشكيلية، وفقاً لحديث مسؤول المجموعة الفنان عبد الرحمن الفقي ل"الوطن"، الحائز على المرتبة الأولى في جائزة الشيخ عبد الله القصبي. ويقول الفقي: "إقامة معرضنا الأول كانت بمثابة انطلاقة حقيقية للمواهب الفنية، وكان من شروط الدخول لمجموعة الواتس آب، الالتزام أسبوعياً بلوحة يتم تقييمها فنياً"، ويضيف: "المثير للدهشة وجود طلبات كثيرة من عدد من المواهب تريد الدخول لمجموعتنا، إلا أننا لا زلنا نتريث في الأمر، حتى يتم إنضاج الأعمال الفنية". الملفت للنظر أن عددا من الفنانات السعوديات يعتبر هذا المعرض الجماعي هو الأول بالنسبة لهن، وفكرة إقامته كانت تشكل إرهاصاً ومطلباً جماعياً لأفراد المجموعة، ورغم وجود عوائق كانت أمام طريقهم في إقامة المعرض، إلا أنهم نجحوا في إقامته. لم يلتزم المعرض بمدرسة فنية، نورا عبد الرحمن لجأت إلى المدرسة التكعيبية، وفاطمة خان للمدرسة الواقعية، لجأت إلى دمج التراث الشعبي بخامات البيئة، ونائلة الشافعي ركزت في لوحاتها على المدرسة السريالية، ونهى السنوسي كانت لوحاتها مقتبسة من المدرسة التجريدية. الفنانة فاطمة خان تشارك ب 12 لوحة، تحكي قصتها مع الفن التشكيلي، وتشير في حديثها ل "الوطن" إلى أنها لجأت إلى المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، كي تتعلم مهارات الرسم التشكيلي، كما كانت تتسمر أمام فيديوهات اليوتيوب لتتعرف على أسرار مشاهير الرسم، وكان نتيجة ذلك أنها برعت في رسم المناظر الطبيعية والبورتريه، وتقول" إن لوحاتي تتسم بدقة التفاصيل و تناسق الألوان". وعن المعوقات التي صادفتها خلال رحلة "تنمية موهبتها الفنية" عدم توفر البيئة المناسبة لممارسة الرسم، فمرسمها مكان صغير جداً، وهو ما انعكس على لوحاتها التي يغلب عليها المقاس الصغير، وتؤكد في سياق تعليقها بأن هذا لم يؤثر على شغفها وحبها للرسم بل صقلها فنياً وغرس فيها "قدرة وصبرا لتحمل الجلوس في مربع صغير ما بين أربع إلى خمس ساعات يومياً، مع فرشاة صغيرة جداً". وتقول خان: "استطعت أن أبتكر تركيب خلطات للألوان الزيتية غير ضارة، وذات رائحة أخف من التركيبات النفاذة والمضرة صحياً للرسام". يمكن الإشارة إلى أن ما أنجزته التشكيلية خان منذ بدايتها الفنية يقرب من 31 لوحة.