محمد إبراهيم فايع بداية أقول إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحسنت بتخصيص رقم موحد يهم كل فتاة وقعت ضحية الابتزاز من شاب، والاستعانة به للخلاص من جحيمه (0114908666) وهذه خطوة إيجابية تصب في جانب تحقيق الأمن النفسي للفتيات، وإنقاذهن مما وقعن فيه من منزلق أخلاقي، وبسرية تامة، بسبب قبولهن رضى أو خطأ الاتصال بأشخاص أغراب على حياتهن بصورة غير مشروعة، أخذ فيها الاتصال منحنى خطيرا قد يؤدي ببعض الفتيات للدخول في نفق مظلم يخسرن فيه حياتهن وأسرهن، وثقة المحيطين بهن، وقبل هذا وذاك يخسرن دينهن. ولو أردنا الوقوف بسرعة عند الأفكار التي يراها بعضنا أسبابا قد تجعل الفتاة عرضة للوقوع في براثن الابتزاز، فيجب أن نتحدث بصراحة ووضوح، وليس من المجدي أن نلف وندور حول الموضوع ونحن نرى فتيات ضاعت حياتهن بسبب الابتزاز، حتى ذكرت الجهات الأمنية بأنه في عام 2011 بلغت حالات الابتزاز بمعدل 20 (حالة يومية)! بمعنى أننا أمام رقم شهري قد يصل إلى (600 حالة ابتزاز) حتى سمعنا بمن أنفقت 600 ألف للخروج من حياة مبتز احتفظ بصورها ليساومها على شرفها وتمكينه من عرضها، أو دفع المال، وأخرى ظلت تدفع لمبتزها عشرات الآلاف (لمدة تزيد عن 13 سنة) وضحايا الابتزاز قد يكنّ من قيدن أنفسهن بحبال من نار المبتزين، الذين تجردوا من إنسانيتهم، وبدأوا يساومون الفتيات المبتزات على شرفهن وعرضهن، بسبب تفريطهن في الثقة، وتواصلهن مع أشخاص بصورة غير مشروعة لا ينتمون لهن بصلات أسرية أو وظيفية، أو من خلال تفريطهن بوضع صورهن في الجوالات، ومواقع التواصل الاجتماعي، فاستغلها المبتزون شر استغلال، وقد تكون الفتاة بدون قصد منها وقعت ضحية ابتزاز. ومما يجدر الإشارة إليه ما ذكرته الأخصائية الاجتماعية بقسم التوجيه والإرشاد الأسري بمجمع الأمل هيا العبيد، أن 88% من قضايا الابتزاز تقف خلفها الفتيات، وسأذكر لكم بعض الأفكار التي أسهمت في وقوع الفتيات كضحايا للابتزاز: - التواصل مع أشخاص غريبين، تكون مقاصدهم غير شريفة، سواء عبر الهاتف المحمول مصادفة، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يوجد بين الطرفين، ما يبرر التواصل بينهما. - الخضوع للأفكار التي تتشربها الفتاة من القنوات الفضائية وبخاصة من البرامج ذات الصبغة الفنية والترفيهية، التي نشرت ثقافة اختلاط الجنسين، أو من صديقات أخريات لديهن أفكار تحررية. - قصة التعارف بين الجنسين، والتي يروج لها بعض من لديه أفكار تغريبية أو تحررية، يرى أنه لا خوف، ولا حرج من عملية التواصل بين الجنسين، بهدف تبادل الأفكار والرؤى والطروحات، حتى ينتقل التعارف بينهما لمنطقة مظلمة، قد تتحرك فيها الغرائز، حتى قبلت بعض الفتيات بالخروج مع من وثقت به إلى أماكن كالمطاعم والمقاهي، وما تنشره الصحف من جرائم لم يعد خافيا على أحد، وعودوا لملفات الهيئة وعمليات الضبط والوقائع. - فكرة "الحب" قبل الارتباط الشرعي بين الطرفين، التي قد تؤمن بها فتيات نتيجة مشاهدة المسلسلات العاطفية. - إفراط الفتاة في الثقة عند التعامل مع العمالة في المحلات، حينما تسلمه جوالها بما حمل، أو تزوده برقم جوالها بحجة الاتصال بها حينما يفرغ من تحضير طلبها أو غير ذلك، وما أكثر قصص ابتزاز العمالة لنساء سعوديات كانت الثقة فيهم مدخلا للحصول على بيانتها ومعلومات عنها. الخلاصة.. يجب أن نعترف بأننا في مواجهة ظاهرة خطيرة، إذا سكتنا عنها أو غضضنا الطرف خشية من تشويه مجتمعنا فنحن نخطئ، وقد تستفحل القضية حتى يصعب علاجها.